خُلاصَةُ فِكْرَةِ (Abstract)

“النَّظَرِيَّـةِ السِّياسِيَّـةِ الإسلامِيَّـةِ المِعيارِيَّـةِ المَرجِعِيَّةِ” (نَسـامّ)

Picture of عَزام زَقزوق

عَزام زَقزوق

مُستَشارُ ومُدرِّبُ وإستراتيجـيُّ إدارةِ مشروعات

إنَّ عِلْمَنا وإيمانَنا وتَطبيقَنا الدِّينَ والشَّريعَةَ والمِنْهاجَ الإسلامِيِّين هو ما يُحَقِّقُ كَرامَتَنا وَعِزَّتَنا وخَيْرِيَّتَنا؛ والعَكسُ غير صحيح. هذا الاعتِقادُ الشَّرعِيُّ الإسلاميُّ يُعَدُّ حَقيقَةً يَقينِيَّةً مَبْدَئِيَّةً ثابِتَةً؛ من جانِبٍ. ومِن جانِبٍ آخَر؛ يُمكِنُنا اعتِبارَهُ الفَرْضِيَّةَ (Hypothesis)1العِلمِيَّةَ الأساس لإثباتِ وبِناءِ النَّظَريَّةِ (Theory) السِّياسِيَّةِ الإسلامِيَّةِ الـمِعْيارِيَّةِ المَرجِعِيَّةِ (نَسامّ) من مُنطَلَقِ ثُلاثِيَّةِ: النَّقْلِ الصَّحيح، والعَقْلِ الصَّريح، والفِطْرَةِ السَّليمَة، وأُنْموذَجُها (Model) الحَرَكِيُّ التَّبادُليُّ التَّعزيزِ والإنْضاجِ حَرَكَةُ المقاوَمَةِ الإسلامِيَّةِ “حَماس“؛ باعتِبارها حَرَكَةٍ: إنسانِيَّةٍ، وإسلامِيَّةٍ، وعَرَبِيَّةٍ، وَشامِيَّةٍ، وفِلَسْطينِيَّةٍ.

ما هي “النَّظَريَّة“؟

النَّظَرِيَّة: قَضِيَّةٌ تُثْبَتُ صِحَّتُها بالدَّليلِ أو الحُجَّةِ أو البُرهان. وهي عبارةٌ عن مجموعَةٍ مِنَ التَّعريفاتِ والحَقائِقَ والمَفاهيمَ والتَّصَوُّراتِ؛ التي تُعطينا نَظْرَةً مُنَظَّمَةً وَمُطَّرِدَةً لظاهِرَةٍ (Phenomenon) ما عَن طريقِ تَحديدِ العَلاقات المختَلِفَةِ بين المُتَغَيِّرات الخاصَّةِ بتِلكَ الظاهِرَة، لجِهَةِ تفسيرِها والتَّنَبُّؤِ بها مُستَقبَلًا. وفي المجالِ العِلْميِّ تَتَمَثَّلُ النَّظَريَّةُ في نَموذَجٍ (Model) هادِفٍ؛ لشَرْحِ ظاهِرَةٍ أو ظَواهِرَ مُعَيَّنَةٍ بإمكانِها التَّنَبُّؤُ بأحداثٍ مُستَقبَلِيَّةٍ يُمكِنُ نَقْدُها. يَنتُجُ من ذلِكَ أنَّ النَّظَرِيَّةَ والحَقيقَةَ في المجالِ العِلمِيِّ يُعَدّانِ شَيئًا مُتَكامِلًا مُتَتامًّا، وليسا شَيْئَيْن مُتَناقِضَيْن مُتَضادَّيْن. مِثالان (مُجَرَّدُ مِثالَيْن) تَوْضيحِيّان:

  • في العُلومِ الطَّبيعِيَّةِ (Natural Sciences)؛ مِثلُ: الطِّبّ، والفَلَك، والهَنْدَسَة، والفيزياء… إلخ. مثال: الحقيقةُ هي أنَّ الأجسامَ تَسْقُطُ إلى مَركَزِ الكُرَةِ الأرضِيَّةِ، والنظريةُ التي تشرَحُ سبَبَ هذا السُّقوطِ هي الجاذِبِيَّة.
  • في العُلومِ الاجتِماعِيَّةِ (Social Sciences)؛ مِثلُ: السِّياسَة، والإدارَة، والإعلام، والاقتِصاد… إلخ. مثال: الحقيقةُ هي أنَّ ثَمَّةَ فَرقٌ بَيِّنٌ كَبيرٌ بَينَ اليَهودِ “Jews”؛ باعتبارهِم أهلِ كِتابٍ سَماوِيٍّ، والإسرائِيلِيّين “Israelis”؛ باعتبارهِم مَنْسوبينَ إلى دولَةِ إسرائيلَ (الكِيان الصُّهْيونيّ) ومُواطِنينَ فيها، أو حتى داعِمينَ ومُؤَيِّدينَ لها. وعَلَيهِ؛ فإنَّ الدَّمْجَ (Conflation) بينهما، والتَّعْميمَ الجارِفَ (Sweeping Generalization) عليهما، فيه جَهْلٌ جاهِلِيٌّ، وظُلْمٌ باطِلٌ.

وما هي “السِّياسِيَّة الإسْلامِيَّة“؟

السِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ الإسلامِيَّة: قال محمد بن إدريس الشافِعِيُّ: “لا سِياسَةَ؛ إلا ما وافَقَ الشَّرْعَ2. وقال ابنُ عَقيل الحَنْبَلِيّ: “السِّياسَةُ ما كان فِعلًا يكونُ مَعَهُ الناسُ أقربَ إلى الصَّلاحِ وأبعَدَ عن الفَسادِ؛ وإنْ لَمْ يَضَعْهُ الرسولُ ﷺ ولا نَزَلَ به وَحْيٌ. فإنْ أرَدْتَ بِقَولِكَ إلا ما وافَقَ الشَّرعَ؛ أي لَمْ يخالِفْ ما نَطَقَ بِهِ الشَّرعُ: فَصَحيحٌ. وإن أرَدتَ ما نَطَقَ به الشرعُ: فَغَلَطٌ، وتَغْليطٌ للصَّحابَةِ رضي الله عنهم؛ فقد جَرى من الخُلَفاءِ الرّاشِدين -رضي الله عنهم- من القَتْلِ والمَثْلِ ما لا يَجْحَدُهُ عالِمٌ بالسِّيَر. ولَو لَم يَكُن إلا تَحْريقَ المصاحِف؛ كان رَأيًا اعتَمَدوا فيه على مَصلَحَة…3.

وما هي “المِعياريَّة“؟

المِعيارُ السِّياسِيُّ القِياسِيُّ المَرجِعِيُّ: الوَثيقَةُ السِّياسِيَّةُ التي تُوَفِّرُ لنا -لاعتِباراتِ الاستِخدامِ العامِّ والمُتَكَرِّرِ- الحَقائِقَ، والمَفاهيمَ، والقواعِدَ الهادِيَةَ، والعَمَلِيّات، والمَهارات، والوَسائِل والأساليب، والصِّفاتِ المُمَيِّزَة لأنشَطَتِنا السِّياسِيَّةِ أو نَتائِجِها. وتُفْضي، بالتَّصْويبِ (Iteration)، إلى إخضاعِ الآراءِ والمواقِفِ السِّياسِيَّةِ لمَقاييسَ مُحَدَّدَةٍ تُقَيَّمُ من خلالِها، وعلى غِرارِها؛ بُغْيَةَ تحقيقِ أعلى مُسْتَوَياتِ النِّظامِيَّةِ4.

بعضُ مُبَرِّرات الفَرْضِيَّة وبالتالي وضع النظرية؛ على سبيلِ التَّمثيلِ لا الحَصْر:

  • أنَّ النَّظريَّةَ السِّياسِيَّةَ الإسلامِيَّةَ عَبْرَ التَّاريخ الإسلامِيّ -بِرَأيي- لَمْ تأخُذْ حَظَّها من العِنايةِ والإنْضاجِ اللائِقَيْن؛ حيثُ إنَّ نصيبَ الأسَدِ في حُكمِهِ إما كان عاضًّا! أو جَبْرِيَّةً…! وعَلَيْه؛ أضْحَت الحاجةُ إليها، أصالَةً ومُعاصَرَةً وإبْداعًا، واجِبَةً شَرْعًا، وضَرورَةً عَقْلًا، وحاجَةً فِطْرَةً. {مُشْكِلَة} + {مَطْلَب}
  • كَثْرَةُ التَّعقيدات وتَزايُدُ السُّرعَةِ المُتَّجِهَةِ في واقِعِ البَشَريَّةِ؛ مِمّا اقتَضى/يَقتَضي مَعْيَرَةً (Standardization) يَنبَثِقُ عنها مَنهَجِيّات (Methodologies) ذات مُرونَةٍ وتَكَيُّفِيَّةٍ مُكافِئَة… وتُنْهيَ بالضَّربَةِ القاضِيَةِ المَقولَةَ الكُفْرِيَّةَ المُتَهَوِّكَةَ: “فَصْلُ الدِّينِ عَن السِّياسَة“. {مَطْلَب} + {مُشْكِلَة}
  • اتِّساعُ خَرْقِ كَثرَةِ الأخطاءِ المُذِلَّةِ، والهَزّاتِ المُربِكَةِ، والهَشاشَةِ العِلمِيَّةِ؛ عندَ بَعضِ مُتَخَصِّصي عِلمِ السِّياسَةِ (Political Scientists)، والعَمَلِيَّةِ؛ عِندَ السَّوادِ من السِّياسِيِّينَ “Politicians” من الإسلامِيّين! اتِّساعُ خَرقِها على الرّاقِع! هذا بِرَغْمِ الاجتِهادِ! في شَرْعَنَتِها! وتَسويغِها… {مُشْكِلَة}
  • فِطْرِيًّا؛ قالت العَرَبُ: “المَرءُ رَهْنُ أفكارِهِ ومُعتَقَداتِهِ“. وعَقْلِيًّا؛ من المعلومِ من عِلمِ الهَندَسَةِ الحِسابِيَّةِ الجُغرافِيَّةِ (Geomatics) بالضَّرورَةِ أنَّ الانحِرافَ يبدَأُ صغيرًا في الزَّوايا والسُّطوحِ والمُجَسَّمات، ومِن ثَمَّ يستَفْحِلُ اطِّرادِيًّا وتَصاعُدِيًّا (Progressively). وعَلَيهِ؛ فإنَّ الانحِرافَ في المَفاهيمِ سيَنعَكِسُ، بالضرورة، اطرادِيًّا وتَصاعُدِيًّا على التَّصَوُّرات (Conceptions)، وبالتالي اطرادِيًّا وتصاعُدِيًّا على السُّلوكات (Behaviors) القَوْلِيَّة والعَمَلِيَّة. {مَطْلَب}
  • الخِبْرَةُ = المَعرِفَة (العِلْم) + التَّجْرِبَة (Expertise = Knowledge + Experience). وعَلَيْه؛ فإنَّ تَجْرِبَةَ “حَماس” السِّياسِيَّةُ المُختَلِفَةُ والمتَنَوِّعَةُ والغَنِيَّةُ، ومنها مُتَفَرِّدٌ استثنائيٌّ، وفريدٌ غَيرُ مَسْبوق، لجديرةٌ بالمَنْهَجَةِ والتَّحويلِ إلى خِبْرَةٍ؛ يستَفيدُ منها المُعاصِرون واللّاحِقون. {فُرْصَة} + {مَطْلَب}
  • المجتمعُ الفلسطينيُّ قَوِيٌّ وشَموسٌ، ولا يُسْلِسُ قِيادَهُ بِسُهولَة. وعَلَيْه؛ فإنَّ مَن أوْجَدَ “فَتْحًا“؛ على قُصورِ نِهاياتِها…. و”حَماسًا“؛ على قُصورِ بِداياتِها…. وإرهاصاتِ قُصورِ نِهاياتِها…! ما زال، قادِرًا على إيجادِ ما هو أقْوَم؛ فإنَّ: “العِبْرَةَ بكَمالِ النِّهايات لا بِنَقْصِ البِدايات5. {مَطْلَب} + {فُرْصَة}
  • الارتِقاءُ بــ “حَماس” أكثرُ مِن مُستَوى التَّمَحْوُرِ حَولَ الأشخاصِ و”مَجْموعاتِ الضَّغْط” (Lobbies) إلى مُستوى التَّمَحْوُرِ حَولَ المفاهيم والتَّصَوُّرات المِعْيارِيَّة/المَرجِعِيَّةِ المُمَأْسَسَة. {مَطْلَب} + {مُشْكِلَة}

ومِنَ المعلومِ بالضَّرورَةِ لدى واضِعي النَّظَريّات (اسْتِقْراءً “Induction”… واسْتِنْتاجًا “Deduction”…) والمَعاييرِ القِياسِيَّةِ (Standards) أنَّ المِعْيارَ القِياسِيَّ المَرجِعِيَّ في أيِّ عِلمٍ أو مِهْنةٍ أو فَنٍّ يُشتَقُّ منه ويَنبَثِقُ عنه المَنْهَجِيّات (Methodologies) المتَخَصِّصَةِ في المجالات التَّطبيقِيَّة (Application Areas) المختلفة والمتَنَوِّعَة… تَمامًا؛ كما في المذاهِبِ الفِقْهِيَّةِ الإسلامِيَّةِ المختلِفَةِ في مَدارِسِها، والمتَنَوِّعَةِ في مُقارَباتِها عَبْرَ التاريخِ الإسلاميّ؛ هي بِمَثابَةِ المَنهَجِيّات المُختَلِفَةِ والمُتَنَوِّعَة، والمُنبَثِقَة عن مِعْيارٍ قِياسِيٍّ مَرجِعِيٍّ واحِد. نَعَم! هي بِدَورِها منهجيات مختلفة ومتنوعة منبثقة عن الشريعة الإسلامية (Islamic Law – Sharia)؛ والتي هي المعيار القياسيُّ المَرجِعِيُّ لمَناحي الحياة المختلفة والمتنوّعة… والسياسةُ من أهَمِّها؛ بل الأهَمُّ فيها.

إنَّ المعيارَ السِياسِيَّ القِياسِيَّ المَرجِعِيَّ المَنْشودَ لن يُصَفِّرَ تَبايُنَنا الفِطْرِيَّ، ويُنهي اختِلافَنا وخِلافَنا المَوْجود؛ وليس هذا مَقصِدَهُ أصلًا! وإنما يُحَدِّدُ مَساحَتَها، ويُؤَطِّرُ هامِشَها لجِهَةِ الاجتِهادِ، ويَحشُدُ إرادَتَنا ويُوَجِّهُ إدارَتَنا، وِقايَةً… وعِلاجًا… من أجلِ فَهمٍ وتَصَوُّرٍ إستراتيجيٍّ مُشتَرَكٍ مُتَآلِفٍ؛ يُضيفُ جَديدًا، ويُنهِجُ مَوجودًا، ويُصحِّحُ خاطِئًا، وحتى نُحقِّقَ مَنْطوقَ ومَفْهومَ قول الله : “قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَيوسُف:108. وَنَصونَ مَسيرَتَنا التَّغييرِيَّةَ النهضَوِيَّةَ بِموجِبِ قَولِ رسولِ اللهِ ﷺ البَيِّن: “إنَّ اللهَ تَعالى يُحِبُّ مَعالِيَ الأُمورِ، وأَشْرافَها، ويَكْرَهُ سَفْسافَها6.

وعَلَيْهِ؛ أعينوني بِقُوَّةٍ أجْعَل لَكُم “نَسامّ” حتّى تُفضي إلى وثيقَةِ “مِعيارٍ سِياسِيٍّ قِياسِيٍّ مَرجِعِيٍّ7 (Political Standard) يُهْدي ويَهْدي “حَماسَ” سَبيلًا رَشَدًا… مَآلُهُ، بحَوْلِ الله ﷻ وقُوَّتِهِ، “قانونًا سِياسِيًّا” (Political Law) إنسانِيًّا راشِدًا.

كُلُّ ما مَضى ذِكْرُهُ في خُلاصَةِ فِكرَةِ (Abstract) “النَّظَرِيَّةِ السِّياسِيَّةِ الإسلامِيَّةِ المِعيارِيَّةِ المَرجِعِيَّةِ” (نَسامّ) مِحوَرُهُ الــ “مــاذا” (What)؛ المُعَرَّفَةِ آنِفًا… أمّا الـــ “كَيْــف” (How) فَمِحْوَرُهُ وَضْعُ أهدافٍ: مُحَدَّدَةٍ، ومَقيسَةٍ، ومُتاحَةٍ، وواقِعِيَّةٍ، ومُؤَقَّتَةٍ (SMART) لدَوْرَةِ حَياةِ (Lifecycle) مَشروعٍ يُشرَعُ به من أجل تحقيقِها. والمشروعُ المُقتَرَحُ هذا يُخَطَّطُ لِنِطاقِهِ (Scope)، وجَدوَلِهِ الزَّمَنِيّ (Schedule)، ومُوازَنَتِهِ (Budget)، وجَوْدَتِهِ (Quality)، ومَوارِدِهِ، ومُجازَفاتِهِ (Risks)، ومَعْنِيّيهِ (Stakeholders)… إلخ.

والـــ “كَيْــف” هذا؛ هو الخطوَةُ التّالِيَةُ لما نحن بصَدَدِهِ الآن…

التاريخ: 20 ذو القعدة (11) 1437هـ
الموافق: 23 آب (08) 2016م

1 الفَرْضِيَّة: أوّلُ تَعْميمٍ يُطرَحُ في عَمَلِيَّةِ البَحثِ العِلمِيِّ الطَّويلَة، بُغْيَةَ تَعليلِ مُعطياتٍ قائِمَةٍ، أو الاستِرْشادِ بها في جَمْعِ هذه المُعطَيات. فإذا أيَّدَت الوقائعُ فَرْضِيَّةً ما، على نَحوٍ خالٍ من الثُّغْرات الهامَّة، أصبحَت تلك الفَرْضِيَّةُ “نَظَرِيَّة” (Theory). أما إذا قامَ الدَّليلُ القَطْعِيُّ على صِحَّتِها؛ بِحَيث يُتَعَذَّرُّ الطُّلوعُ بأيَّةِ نظريَّةٍ أخرى قادِرَةٍ على تَعليلِ نفسِ المعطيات فعندئِذٍ تصبحُ “قانونًا” (Law).

2 ابن القيّم – إعلامُ المُوَقِّعينَ عن رَبِّ العالَمين – الجزء (2) – صفحة (692).

3 ابن القيّم – إعلامُ المُوَقِّعينَ عن رَبِّ العالَمين – الجزء (2) – صفحة (692).

4 النِّظاميَّةُ (Orderliness): مَصْدَرٌ صِناعِيٌّ من نِظام: طريقَةٌ مُنَظَّمَةٌ ومَنهَجِيَّةٌ: حَرَصَ المديرُ على تشجيعِ نِظامِيَّةِ الأداءِ الإداريِّ لدى العُمَّال. والنِّظامِيَّةُ كلمَةٌ جامعَةٌ لدَلالات ومَعاني: التَّرتيب، والانْسِجام، والتَّناغُم، والاتِّساق، والتَّناسُق، والانْضِباط… إلخ.

5 أحمد بن تيمية – منهاج السنة – الجزء (8) – صفحة (412).

6 الرّاوي: الحُسَيْن بن عَلِيّ بن أبي طالِب رضي الله عنه – المحَدِّث: الألباني – المصدَر: صحيح الجامع – الرقم (1890). خلاصة حكم المحَدِّث: صحيح.

7 ما نَطمَحُ، واقِعِيًّا، إلى المُبادَءةِ والمُبادَرَةِ بِبِنائِهِ هو الطِّرازُ البَدْئِيّ/النَّمَطُ البَدْئِيّ (Prototype) للنظرية السياسية الإسلامية المعيارية المرجعية (نَسامّ)، والمعيار السياسي القياسيّ؛ حيث سَيُخضَعا للتَّصويبِ والتطويرِ بِتَقادُمِ الزمن، ونُضْجِ العُقول، وتَبَنّي الملاحظات والمقترحات… إلخ

خُلاصَةُ فِكْرَةِ (Abstract)

“النَّظَرِيَّـةِ السِّياسِيَّـةِ الإسلامِيَّـةِ المِعيارِيَّـةِ المَرجِعِيَّةِ” (نَسـامّ)

Picture of عَزام زَقزوق

عَزام زَقزوق

مُستَشارُ ومُدرِّبُ وإستراتيجـيُّ إدارةِ مشروعات

إنَّ عِلْمَنا وإيمانَنا وتَطبيقَنا الدِّينَ والشَّريعَةَ والمِنْهاجَ الإسلامِيِّين هو ما يُحَقِّقُ كَرامَتَنا وَعِزَّتَنا وخَيْرِيَّتَنا؛ والعَكسُ غير صحيح. هذا الاعتِقادُ الشَّرعِيُّ الإسلاميُّ يُعَدُّ حَقيقَةً يَقينِيَّةً مَبْدَئِيَّةً ثابِتَةً؛ من جانِبٍ. ومِن جانِبٍ آخَر؛ يُمكِنُنا اعتِبارَهُ الفَرْضِيَّةَ (Hypothesis)1العِلمِيَّةَ الأساس لإثباتِ وبِناءِ النَّظَريَّةِ (Theory) السِّياسِيَّةِ الإسلامِيَّةِ الـمِعْيارِيَّةِ المَرجِعِيَّةِ (نَسامّ) من مُنطَلَقِ ثُلاثِيَّةِ: النَّقْلِ الصَّحيح، والعَقْلِ الصَّريح، والفِطْرَةِ السَّليمَة، وأُنْموذَجُها (Model) الحَرَكِيُّ التَّبادُليُّ التَّعزيزِ والإنْضاجِ حَرَكَةُ المقاوَمَةِ الإسلامِيَّةِ “حَماس“؛ باعتِبارها حَرَكَةٍ: إنسانِيَّةٍ، وإسلامِيَّةٍ، وعَرَبِيَّةٍ، وَشامِيَّةٍ، وفِلَسْطينِيَّةٍ.

ما هي “النَّظَريَّة“؟

النَّظَرِيَّة: قَضِيَّةٌ تُثْبَتُ صِحَّتُها بالدَّليلِ أو الحُجَّةِ أو البُرهان. وهي عبارةٌ عن مجموعَةٍ مِنَ التَّعريفاتِ والحَقائِقَ والمَفاهيمَ والتَّصَوُّراتِ؛ التي تُعطينا نَظْرَةً مُنَظَّمَةً وَمُطَّرِدَةً لظاهِرَةٍ (Phenomenon) ما عَن طريقِ تَحديدِ العَلاقات المختَلِفَةِ بين المُتَغَيِّرات الخاصَّةِ بتِلكَ الظاهِرَة، لجِهَةِ تفسيرِها والتَّنَبُّؤِ بها مُستَقبَلًا. وفي المجالِ العِلْميِّ تَتَمَثَّلُ النَّظَريَّةُ في نَموذَجٍ (Model) هادِفٍ؛ لشَرْحِ ظاهِرَةٍ أو ظَواهِرَ مُعَيَّنَةٍ بإمكانِها التَّنَبُّؤُ بأحداثٍ مُستَقبَلِيَّةٍ يُمكِنُ نَقْدُها. يَنتُجُ من ذلِكَ أنَّ النَّظَرِيَّةَ والحَقيقَةَ في المجالِ العِلمِيِّ يُعَدّانِ شَيئًا مُتَكامِلًا مُتَتامًّا، وليسا شَيْئَيْن مُتَناقِضَيْن مُتَضادَّيْن. مِثالان (مُجَرَّدُ مِثالَيْن) تَوْضيحِيّان:

  • في العُلومِ الطَّبيعِيَّةِ (Natural Sciences)؛ مِثلُ: الطِّبّ، والفَلَك، والهَنْدَسَة، والفيزياء… إلخ. مثال: الحقيقةُ هي أنَّ الأجسامَ تَسْقُطُ إلى مَركَزِ الكُرَةِ الأرضِيَّةِ، والنظريةُ التي تشرَحُ سبَبَ هذا السُّقوطِ هي الجاذِبِيَّة.
  • في العُلومِ الاجتِماعِيَّةِ (Social Sciences)؛ مِثلُ: السِّياسَة، والإدارَة، والإعلام، والاقتِصاد… إلخ. مثال: الحقيقةُ هي أنَّ ثَمَّةَ فَرقٌ بَيِّنٌ كَبيرٌ بَينَ اليَهودِ “Jews”؛ باعتبارهِم أهلِ كِتابٍ سَماوِيٍّ، والإسرائِيلِيّين “Israelis”؛ باعتبارهِم مَنْسوبينَ إلى دولَةِ إسرائيلَ (الكِيان الصُّهْيونيّ) ومُواطِنينَ فيها، أو حتى داعِمينَ ومُؤَيِّدينَ لها. وعَلَيهِ؛ فإنَّ الدَّمْجَ (Conflation) بينهما، والتَّعْميمَ الجارِفَ (Sweeping Generalization) عليهما، فيه جَهْلٌ جاهِلِيٌّ، وظُلْمٌ باطِلٌ.

وما هي “السِّياسِيَّة الإسْلامِيَّة“؟

السِّياسَةُ الشَّرعِيَّةُ الإسلامِيَّة: قال محمد بن إدريس الشافِعِيُّ: “لا سِياسَةَ؛ إلا ما وافَقَ الشَّرْعَ2. وقال ابنُ عَقيل الحَنْبَلِيّ: “السِّياسَةُ ما كان فِعلًا يكونُ مَعَهُ الناسُ أقربَ إلى الصَّلاحِ وأبعَدَ عن الفَسادِ؛ وإنْ لَمْ يَضَعْهُ الرسولُ ﷺ ولا نَزَلَ به وَحْيٌ. فإنْ أرَدْتَ بِقَولِكَ إلا ما وافَقَ الشَّرعَ؛ أي لَمْ يخالِفْ ما نَطَقَ بِهِ الشَّرعُ: فَصَحيحٌ. وإن أرَدتَ ما نَطَقَ به الشرعُ: فَغَلَطٌ، وتَغْليطٌ للصَّحابَةِ رضي الله عنهم؛ فقد جَرى من الخُلَفاءِ الرّاشِدين -رضي الله عنهم- من القَتْلِ والمَثْلِ ما لا يَجْحَدُهُ عالِمٌ بالسِّيَر. ولَو لَم يَكُن إلا تَحْريقَ المصاحِف؛ كان رَأيًا اعتَمَدوا فيه على مَصلَحَة…3.

وما هي “المِعياريَّة“؟

المِعيارُ السِّياسِيُّ القِياسِيُّ المَرجِعِيُّ: الوَثيقَةُ السِّياسِيَّةُ التي تُوَفِّرُ لنا -لاعتِباراتِ الاستِخدامِ العامِّ والمُتَكَرِّرِ- الحَقائِقَ، والمَفاهيمَ، والقواعِدَ الهادِيَةَ، والعَمَلِيّات، والمَهارات، والوَسائِل والأساليب، والصِّفاتِ المُمَيِّزَة لأنشَطَتِنا السِّياسِيَّةِ أو نَتائِجِها. وتُفْضي، بالتَّصْويبِ (Iteration)، إلى إخضاعِ الآراءِ والمواقِفِ السِّياسِيَّةِ لمَقاييسَ مُحَدَّدَةٍ تُقَيَّمُ من خلالِها، وعلى غِرارِها؛ بُغْيَةَ تحقيقِ أعلى مُسْتَوَياتِ النِّظامِيَّةِ4.

بعضُ مُبَرِّرات الفَرْضِيَّة وبالتالي وضع النظرية؛ على سبيلِ التَّمثيلِ لا الحَصْر:

  • أنَّ النَّظريَّةَ السِّياسِيَّةَ الإسلامِيَّةَ عَبْرَ التَّاريخ الإسلامِيّ -بِرَأيي- لَمْ تأخُذْ حَظَّها من العِنايةِ والإنْضاجِ اللائِقَيْن؛ حيثُ إنَّ نصيبَ الأسَدِ في حُكمِهِ إما كان عاضًّا! أو جَبْرِيَّةً…! وعَلَيْه؛ أضْحَت الحاجةُ إليها، أصالَةً ومُعاصَرَةً وإبْداعًا، واجِبَةً شَرْعًا، وضَرورَةً عَقْلًا، وحاجَةً فِطْرَةً. {مُشْكِلَة} + {مَطْلَب}
  • كَثْرَةُ التَّعقيدات وتَزايُدُ السُّرعَةِ المُتَّجِهَةِ في واقِعِ البَشَريَّةِ؛ مِمّا اقتَضى/يَقتَضي مَعْيَرَةً (Standardization) يَنبَثِقُ عنها مَنهَجِيّات (Methodologies) ذات مُرونَةٍ وتَكَيُّفِيَّةٍ مُكافِئَة… وتُنْهيَ بالضَّربَةِ القاضِيَةِ المَقولَةَ الكُفْرِيَّةَ المُتَهَوِّكَةَ: “فَصْلُ الدِّينِ عَن السِّياسَة“. {مَطْلَب} + {مُشْكِلَة}
  • اتِّساعُ خَرْقِ كَثرَةِ الأخطاءِ المُذِلَّةِ، والهَزّاتِ المُربِكَةِ، والهَشاشَةِ العِلمِيَّةِ؛ عندَ بَعضِ مُتَخَصِّصي عِلمِ السِّياسَةِ (Political Scientists)، والعَمَلِيَّةِ؛ عِندَ السَّوادِ من السِّياسِيِّينَ “Politicians” من الإسلامِيّين! اتِّساعُ خَرقِها على الرّاقِع! هذا بِرَغْمِ الاجتِهادِ! في شَرْعَنَتِها! وتَسويغِها… {مُشْكِلَة}
  • فِطْرِيًّا؛ قالت العَرَبُ: “المَرءُ رَهْنُ أفكارِهِ ومُعتَقَداتِهِ“. وعَقْلِيًّا؛ من المعلومِ من عِلمِ الهَندَسَةِ الحِسابِيَّةِ الجُغرافِيَّةِ (Geomatics) بالضَّرورَةِ أنَّ الانحِرافَ يبدَأُ صغيرًا في الزَّوايا والسُّطوحِ والمُجَسَّمات، ومِن ثَمَّ يستَفْحِلُ اطِّرادِيًّا وتَصاعُدِيًّا (Progressively). وعَلَيهِ؛ فإنَّ الانحِرافَ في المَفاهيمِ سيَنعَكِسُ، بالضرورة، اطرادِيًّا وتَصاعُدِيًّا على التَّصَوُّرات (Conceptions)، وبالتالي اطرادِيًّا وتصاعُدِيًّا على السُّلوكات (Behaviors) القَوْلِيَّة والعَمَلِيَّة. {مَطْلَب}
  • الخِبْرَةُ = المَعرِفَة (العِلْم) + التَّجْرِبَة (Expertise = Knowledge + Experience). وعَلَيْه؛ فإنَّ تَجْرِبَةَ “حَماس” السِّياسِيَّةُ المُختَلِفَةُ والمتَنَوِّعَةُ والغَنِيَّةُ، ومنها مُتَفَرِّدٌ استثنائيٌّ، وفريدٌ غَيرُ مَسْبوق، لجديرةٌ بالمَنْهَجَةِ والتَّحويلِ إلى خِبْرَةٍ؛ يستَفيدُ منها المُعاصِرون واللّاحِقون. {فُرْصَة} + {مَطْلَب}
  • المجتمعُ الفلسطينيُّ قَوِيٌّ وشَموسٌ، ولا يُسْلِسُ قِيادَهُ بِسُهولَة. وعَلَيْه؛ فإنَّ مَن أوْجَدَ “فَتْحًا“؛ على قُصورِ نِهاياتِها…. و”حَماسًا“؛ على قُصورِ بِداياتِها…. وإرهاصاتِ قُصورِ نِهاياتِها…! ما زال، قادِرًا على إيجادِ ما هو أقْوَم؛ فإنَّ: “العِبْرَةَ بكَمالِ النِّهايات لا بِنَقْصِ البِدايات5. {مَطْلَب} + {فُرْصَة}
  • الارتِقاءُ بــ “حَماس” أكثرُ مِن مُستَوى التَّمَحْوُرِ حَولَ الأشخاصِ و”مَجْموعاتِ الضَّغْط” (Lobbies) إلى مُستوى التَّمَحْوُرِ حَولَ المفاهيم والتَّصَوُّرات المِعْيارِيَّة/المَرجِعِيَّةِ المُمَأْسَسَة. {مَطْلَب} + {مُشْكِلَة}

ومِنَ المعلومِ بالضَّرورَةِ لدى واضِعي النَّظَريّات (اسْتِقْراءً “Induction”… واسْتِنْتاجًا “Deduction”…) والمَعاييرِ القِياسِيَّةِ (Standards) أنَّ المِعْيارَ القِياسِيَّ المَرجِعِيَّ في أيِّ عِلمٍ أو مِهْنةٍ أو فَنٍّ يُشتَقُّ منه ويَنبَثِقُ عنه المَنْهَجِيّات (Methodologies) المتَخَصِّصَةِ في المجالات التَّطبيقِيَّة (Application Areas) المختلفة والمتَنَوِّعَة… تَمامًا؛ كما في المذاهِبِ الفِقْهِيَّةِ الإسلامِيَّةِ المختلِفَةِ في مَدارِسِها، والمتَنَوِّعَةِ في مُقارَباتِها عَبْرَ التاريخِ الإسلاميّ؛ هي بِمَثابَةِ المَنهَجِيّات المُختَلِفَةِ والمُتَنَوِّعَة، والمُنبَثِقَة عن مِعْيارٍ قِياسِيٍّ مَرجِعِيٍّ واحِد. نَعَم! هي بِدَورِها منهجيات مختلفة ومتنوعة منبثقة عن الشريعة الإسلامية (Islamic Law – Sharia)؛ والتي هي المعيار القياسيُّ المَرجِعِيُّ لمَناحي الحياة المختلفة والمتنوّعة… والسياسةُ من أهَمِّها؛ بل الأهَمُّ فيها.

إنَّ المعيارَ السِياسِيَّ القِياسِيَّ المَرجِعِيَّ المَنْشودَ لن يُصَفِّرَ تَبايُنَنا الفِطْرِيَّ، ويُنهي اختِلافَنا وخِلافَنا المَوْجود؛ وليس هذا مَقصِدَهُ أصلًا! وإنما يُحَدِّدُ مَساحَتَها، ويُؤَطِّرُ هامِشَها لجِهَةِ الاجتِهادِ، ويَحشُدُ إرادَتَنا ويُوَجِّهُ إدارَتَنا، وِقايَةً… وعِلاجًا… من أجلِ فَهمٍ وتَصَوُّرٍ إستراتيجيٍّ مُشتَرَكٍ مُتَآلِفٍ؛ يُضيفُ جَديدًا، ويُنهِجُ مَوجودًا، ويُصحِّحُ خاطِئًا، وحتى نُحقِّقَ مَنْطوقَ ومَفْهومَ قول الله : “قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَيوسُف:108. وَنَصونَ مَسيرَتَنا التَّغييرِيَّةَ النهضَوِيَّةَ بِموجِبِ قَولِ رسولِ اللهِ ﷺ البَيِّن: “إنَّ اللهَ تَعالى يُحِبُّ مَعالِيَ الأُمورِ، وأَشْرافَها، ويَكْرَهُ سَفْسافَها6.

وعَلَيْهِ؛ أعينوني بِقُوَّةٍ أجْعَل لَكُم “نَسامّ” حتّى تُفضي إلى وثيقَةِ “مِعيارٍ سِياسِيٍّ قِياسِيٍّ مَرجِعِيٍّ7 (Political Standard) يُهْدي ويَهْدي “حَماسَ” سَبيلًا رَشَدًا… مَآلُهُ، بحَوْلِ الله ﷻ وقُوَّتِهِ، “قانونًا سِياسِيًّا” (Political Law) إنسانِيًّا راشِدًا.

كُلُّ ما مَضى ذِكْرُهُ في خُلاصَةِ فِكرَةِ (Abstract) “النَّظَرِيَّةِ السِّياسِيَّةِ الإسلامِيَّةِ المِعيارِيَّةِ المَرجِعِيَّةِ” (نَسامّ) مِحوَرُهُ الــ “مــاذا” (What)؛ المُعَرَّفَةِ آنِفًا… أمّا الـــ “كَيْــف” (How) فَمِحْوَرُهُ وَضْعُ أهدافٍ: مُحَدَّدَةٍ، ومَقيسَةٍ، ومُتاحَةٍ، وواقِعِيَّةٍ، ومُؤَقَّتَةٍ (SMART) لدَوْرَةِ حَياةِ (Lifecycle) مَشروعٍ يُشرَعُ به من أجل تحقيقِها. والمشروعُ المُقتَرَحُ هذا يُخَطَّطُ لِنِطاقِهِ (Scope)، وجَدوَلِهِ الزَّمَنِيّ (Schedule)، ومُوازَنَتِهِ (Budget)، وجَوْدَتِهِ (Quality)، ومَوارِدِهِ، ومُجازَفاتِهِ (Risks)، ومَعْنِيّيهِ (Stakeholders)… إلخ.

والـــ “كَيْــف” هذا؛ هو الخطوَةُ التّالِيَةُ لما نحن بصَدَدِهِ الآن…

التاريخ: 20 ذو القعدة (11) 1437هـ
الموافق: 23 آب (08) 2016م

1 الفَرْضِيَّة: أوّلُ تَعْميمٍ يُطرَحُ في عَمَلِيَّةِ البَحثِ العِلمِيِّ الطَّويلَة، بُغْيَةَ تَعليلِ مُعطياتٍ قائِمَةٍ، أو الاستِرْشادِ بها في جَمْعِ هذه المُعطَيات. فإذا أيَّدَت الوقائعُ فَرْضِيَّةً ما، على نَحوٍ خالٍ من الثُّغْرات الهامَّة، أصبحَت تلك الفَرْضِيَّةُ “نَظَرِيَّة” (Theory). أما إذا قامَ الدَّليلُ القَطْعِيُّ على صِحَّتِها؛ بِحَيث يُتَعَذَّرُّ الطُّلوعُ بأيَّةِ نظريَّةٍ أخرى قادِرَةٍ على تَعليلِ نفسِ المعطيات فعندئِذٍ تصبحُ “قانونًا” (Law).

2 ابن القيّم – إعلامُ المُوَقِّعينَ عن رَبِّ العالَمين – الجزء (2) – صفحة (692).

3 ابن القيّم – إعلامُ المُوَقِّعينَ عن رَبِّ العالَمين – الجزء (2) – صفحة (692).

4 النِّظاميَّةُ (Orderliness): مَصْدَرٌ صِناعِيٌّ من نِظام: طريقَةٌ مُنَظَّمَةٌ ومَنهَجِيَّةٌ: حَرَصَ المديرُ على تشجيعِ نِظامِيَّةِ الأداءِ الإداريِّ لدى العُمَّال. والنِّظامِيَّةُ كلمَةٌ جامعَةٌ لدَلالات ومَعاني: التَّرتيب، والانْسِجام، والتَّناغُم، والاتِّساق، والتَّناسُق، والانْضِباط… إلخ.

5 أحمد بن تيمية – منهاج السنة – الجزء (8) – صفحة (412).

6 الرّاوي: الحُسَيْن بن عَلِيّ بن أبي طالِب رضي الله عنه – المحَدِّث: الألباني – المصدَر: صحيح الجامع – الرقم (1890). خلاصة حكم المحَدِّث: صحيح.

7 ما نَطمَحُ، واقِعِيًّا، إلى المُبادَءةِ والمُبادَرَةِ بِبِنائِهِ هو الطِّرازُ البَدْئِيّ/النَّمَطُ البَدْئِيّ (Prototype) للنظرية السياسية الإسلامية المعيارية المرجعية (نَسامّ)، والمعيار السياسي القياسيّ؛ حيث سَيُخضَعا للتَّصويبِ والتطويرِ بِتَقادُمِ الزمن، ونُضْجِ العُقول، وتَبَنّي الملاحظات والمقترحات… إلخ