“عَمَلِيَّاتُ العَقْلِ-المَفْتوح” (Open-Mind Surgeries) – حَلْقَة (18)

يا أهلَ الرَّفْض تَعالَوْا إلى حقائقَ بينَنا وبينَكُم…

وثيقةُ حقائقَ… ومشروعٌ مقترح…

Picture of عَزام زَقزوق

عَزام زَقزوق

مُستَشارُ ومُدرِّبُ وإستراتيجـيُّ إدارةِ مشروعات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى صحبه ومن والاه، ومن سار على نهجه واتبع هداه…

نعم! هي حقائق… لا غير؛ بَنَيتُها على أساسٍ من نقلٍ ثابت (كلامُ اللهِ ﷻ، أَو سُنَّةُ نَبِيِّهِ ﷺ الثابتة)، أو عقلٍ صريح (حَقائِقَ علمية، أو أرقام، أَو نَتائِجَ، أَو وَقائِعَ، أَو مَواقِفَ، أَو دُروسٍ مُستَفادَةٍ يَقينِيَّةٍ مبنية على الحواس الخمس)، أو فطرةٍ سليمة (قال ﷻ: “صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥعَٰبِدُونَالبَقَرَة:138). حقائق لا افتراض، ولا ظن، ولا إعمالٌ لمزيد تحليلٍ فيها. مختصرةٌ مختزلة، سهلة الهضم والفهم لمختلف الشرائح والمشارب والطوائف… والأحزاب والحركات!

حقائق مُطّردة وقابلة لاتخاذها أساساً ومنطلقاً لمن أراد نُشدان الحقيقة والالتصاق بها من أبناء الأمة… أياً كانت طائفته، أو مذهبه، أو حتى حركته وحزبه…

حقائق تصلحُ كمقاربةٍ لتحقيق المقاربةِ المنشودة على أساسٍ متين مكين؛ من الكلمة السواء… فيما بيننا، ابتداءً… وبين إخواننا الشيعة أو المتشيّعين… وغيرهم من أبناء الفرق والطوائف…

قد تُحزِن هذه الحقائق البعض منا وتؤلمه… وقد تُسخط البعض الآخر كذلك… والحقيقة، أنني عندما هَمَمْتُ بالكتابة لم يكن في عقلي ووجداني إلا رضا الله ﷻ، والعمل على ما يحقق استخلافه في الأرض؛ بحسب مَبلَغي من العلم والخبرة… وحادِيّ ومُرشدي هو ما علّمني وأمرني به الوحي الموحى، الذي لا ينطق عن الهوى ﷺ عندما قال: “مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ1. وفي هذا المقام أؤكّد مسئوليتي الكاملة عن كل كلمة وحقيقة ذكرتها في هذه “الوثيقة… المُقتَرح…” أمام ربي ﷻ ومن وثم خلقه.

كحقيقة عامة، معلومةٌ من العقل والفطرة بالضرورة، أن الإنسان عند حصول التدافعات المناخية، المتمثلة بالعواصف والفياضانات المهلكة والمغرقة، فإنه يلوذ ويستمسك بكل ما هو راسخ وثابت حسياً؛ لإنقاذ نفسه وما يليه ويحبه… وكذلك الحال عند حصول التدافعات العقائدية والفكرية، المتمثلة بالمواجهات الفِرَقِيّة والطائفية والحزبية، فإنه يلوذ بنفسه وما يليه ويحبه بكل ما هو راسخ وثابت معنوياً وإيمانياً. وبطبيعة الحال؛ فإن الحال الثاني أكثرُ خطورةً وأفدحُ تأثيراً من الحال الأول…

ما حصل مؤخراً من تفجيرٍ (وتفجّر) لدُمّل الفُرقة والاختلاف بين مَن يُسمّون بأهل السنة (السنة)!! وأهل التشيّع (الشيعة)!! اقتضى حالةً من الاستنفار والتداعي في سائر جسد الأمة الواحدة… ما حصل، في حقيقة الأمر، خافضٌ رافعٌ… مُؤدّاه الظاهر، بالضرورة، قوةٌ وحصانةٌ أو ضعفٌ وذلة… وأنا على يقين وإيمان، لا يُخالجهما شك، أن المحصلة والنهاية الاستراتيجية لهذا التفجير والتدافع هو المناعة والحصانة والقوة لهذه الأمة. والحقائق، مدار الحال والمقال، تؤكد وترسخ ذلك.

قال تعالى: “… وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌالحَجّ:40.

وقال رسول الله ﷺ: “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة” قيل: من هي يا رسول الله؟ قال : “من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي” وفي بعض الروايات: “هي الجماعة2.

أتْبعتُ الحقائق بوصفٍ وتعريفٍ لمشروعٍ مقترح؛ للشروع به من قبل الطرفين، من أبناء الأمة الواحدة، لمواجهة الأسباب الجذرية (ولا أقول الآثار! أو الأعراض! أو التَّداعيات!) لهذه الظاهرة القديمة الحديثة.

المشروع المقترح فرضُ كفايةٍ؛ إذا لم يقم به البعض فالأمة آثمةٌ جمعاء؛ وهو أيضاً واجبٌ؛ من باب “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب“؛ فواجب الوحدة والاعتصام بحبل الله ﷻ لا يتم إلا بالاتحاد والاعتصام، وهذا لا يكون بحال إلا إذا عملنا على مواجهة وإزالة الأسباب المانعة.

الحقائـق:

  • أولاً: الحقيقة النقلية والعقلية الثابتة هي: أن إعادة بناء وحدة الأمة ونسيجها على أساسٍ من القرآن والسنة الثابتة مُعلِمٌ ومُلزمٌ للأمة جمعاء؛ سنة وشيعة على حدٍّ سواء؛ دون مزايدةٍ، أو أُحادية نظرةٍ، أو دعاوى انفعاليةٍ وعاطفيةٍ… وفيما يلي بعض الأمثلة؛ وهي على سبيل التمثيل لا الحصر:
    • السنيّ! الذي يؤمن بحديث التوسعة في عاشوراء (“من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته” وهو حديثٌ رواه السيوطيّ وصححه، وهو مُستدلٌّ به في أشهر كتب الفقه عند السنة – ومنها “فقه السنة”!! لـ “سيد سابق”!!) ملزمٌ بتركه والتبرء منه، لأنه أسّس ويؤسّس لبدعة تناقلتها أجيال السنة، كما أن الشيعيّ! ملزمٌ بتركه بدعة اللطم والتحزن في عاشوراء؛ لأنها بدعةٌ عمليةٌ تعبديةٌ لا أساس لها من كتابٍ ولا سنة ثابتة؛ تناقلتها أجيال الشيعة. ومن اللافت! عند التحقق في سند ومتن حديث التوسعة في عاشوراء هذا أن قال فيه علماء الحديث (ومنهم ابن تيمية) أن واضعيه هم جَهَلةُ أهل السنة! نكايةً بالشيعة…! أي لمخالفة ما يمارسه الشيعة من لطمٍ وتحزّن في هذا اليوم…!! فأمعن النظر، يا طالب الحقيقة وناشِدها، كم الحقيقة غائرة ومُعمّاه…!!

وفي هذا الأمر قولٌ أصوليٌّ جذريٌّ للعلامة د./ يوسف القرضاوي في مَعرِض إجابته على سؤال وُجّه إليه عبر موقع “إسلام أون لاين” فحواه “هل ورد في يوم عاشوراء شيء يستحب عمله غير الصيام؛ من تزين واكتحال، وتوسعة على العيال؟ فكان من ضمن جوابه: “… ولا بد من معرفة الظروف التاريخية التي ولدت فيها هذه المرويات (ومنها حديث التوسعة في عاشوراء) فهي تلقي ضوء كاشفاً على هذه الأقاويل وقيمتها، فقد شاء القدر أن يقتل الحسين -رضي الله عنه- في اليوم العاشر من المحرم، فجعل منه كثير من شيعته يوم حزن مستمر، بل جعلوا الشهر كله مأتماً وحداداً، وحرموا على أنفسهم كل مظاهر الفرح والزينة والاستمتاع بالحياة، وكان رد الفعل عند المتطرفين من خصوم الشيعة على هذا الغلو أن جعلوا الفرح والتزين في هذا اليوم عبادة وقربة إلى الله، وعززوا ذلك بآثار وأحاديث وضعوها، وكان أجدر بالفريقين أن يقفوا عند حدود الله، ويتخلصوا من التعصب المُصم المُعمي، الذي فرقهم شيعاً وأحزاباً، وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)).

    • ومثال آخر يتمثل في عبادة القبور والتمسح بها، والحج للأولياء وشدّ الرحال إليهم… الخ عند السنة! بدعة وضلالة تحرم بميزان الكتاب والسنة الثابتة (وفي واقع الأمر تزيد نسبة من يمارسها عن ثلث من يُصنّفوا كـ “سنّة!”، ومن عنده شك فليقم بزيارة واحدة لجنوب شرق آسيا ليرى البدعة والضلالة بأم عينيه)… وكذلك الحال عند إخواننا الشيعة، بطبيعة الحال والمقال…
    • وآخر هذه الأمثلة؛ حقيقةٌ تاريخيةٌ غير مُشرّفة (ونحمد الله أنها انقرضت) حيث كانت تقام في بعض مساجد أهل السنة حتى المساجد الكبيرة منها كالحرم النبوي الشريف أربع جماعات للصلاة بحَسَب المذاهب السنية! الأربعة!!

خلاصة هذه الحقيقة؛ أن دعوى الرجوع إلى الكتاب والسنة الثابتة يجب أن يتمثلها، أنموذجاً عملياً، قائلُها باديَ الرأي والسلوك؛ قبل مطالبة الآخر باتباعها. وأن دعوى البناء والوحدة على أساسٍ من الكتاب والسنة الثابتة تقتضي تشخيص وإعلان تبرؤ صاحبها من بِدَعِهِ وضلالاتهِ وانحرافاتهِ الراسخة في تلافيف دماغه وحنايا صدره هو… قال تعالى: “أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ البقرة-الآية 44. وبهذا العدل تستقيم الأمور بين الفرقاء والمتدافعين.

وللعلم؛ فإن لهذه الحقيقة بعداً نفسياً مهماً وعميقاً… لقَبول وتقبّل الآخر… وإلا لماذا يَعُدُّ الشيعة المنصفين العلامة د./ يوسف القرضاوي بـ “العالم العابر للمذاهب“!

  • ثانياً: الحقيقة الشرعية التي فحواها: أن في الكتاب والسنة الثابتة ما يؤكد التشيع والموالاة والحب والتقدير… لآل البيت؛ دون تهويلٍ أو تهوين، أو إطراء أو مبالغة. وبالتالي فإن ما يسمى “أهل السنة” في حقيقة الأمر هم شيعة وأهلُ موالاةٍ لآل البيت. والحاصل تاريخياً أن كلاً ممن يُسمّون بالسنة والشيعة ساروا وراء أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وأقوالٍ متهافتة في حبّ أو بغض آل البيت -رضي الله عنهم-. إذن، في حقيقة الأمر، لا أساس منطقيّ لكثيرٍ من الأفعال وردود الأفعال، والأقوال وردود الأقوال عند كلا الطرفين.

روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-؛ أنه أتى النبي ﷺ، فصلى معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعه، فقال ﷺ: “عرض لي ملك استأذن ربه أن يسلم عَلَيْ ويبشرني في أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة3.

وهناك العشرات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الثابتة الصريحة في مشايعة وحب وموالاة وتقدير… آل البيت4؛ تؤمن وتدين بها أمة الإسلام جمعاء دون تهويلٍ، أو تهوينٍ، أو تقديسٍ، أو إطراء. فمِمّا علّمنا وأَمَرَنا به رسول الأمة جمعاء ﷺ: “لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله5. فإذا كان هذا الأمر والتعليم من/مع محمد الرسول النبي ﷺ، فكيف يكون مع من هم دونه…؟؟!!

  • ثالثاً: الحقيقة العقلية الاستراتيجية التي مؤداها: أن الأمم والحركات وكذلك الأفراد في مراحل التأسيس والتقعيد؛ من أجل تصحيح حالهم وتسديد مآلهم يتوجب عليهم الوضوح والشفافية فيما يؤسّسون ويُقعّدون من رؤيةٍ (Vision)؛ ينبثق عنها مهمة ورسالة (Mission)؛ ينبثق عنها أهداف استراتيجية؛ تُحَقَّق من خلال برامج ومشروعات مختلفة. موضوع الشيعة (وهم يمثلون ما نسبته 10-15% من الأمة عديداً، وأكثر من ذلك عُدّة) كشف عن خَلَلين استراتيجيين خطيرين في واقع الأمة. الأول: الشيعة أنفسهم وما يمثلون عدداً ووزناً… وثانياً: الهشاشة وضعف المناعة الإيمانية العقدية في واقع جسد الأمة الإسلامية عموماً. غياب (ولا أقول غموض أو ضعف) الاستراتيجيات المبنية على أساسٍ من الكتاب والسنة الثابتة عند من يمثلون سواد الأمة هو أُسّ الخلل الاستراتيجي القائم. وما لم نؤسس (كأمة) لاستراتيجية واضحة وشفافة سيبقى الخلل قائماً؛ آثاراً، وتداعيات.

قال تعالى: “قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ‏اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يوسف-الآية 108.

في هذا المقام أذكر موقفاً وتصريحاً استراتيجياً في أواسط الثمانينات من القرن الميلادي الماضي للرائد المجاهد/ أحمد ياسين يرحمه الله في معرض رده على سؤال طُرح عليه من جريدة النهار المقدسية؛ فحواه؛ ما هو الفرق بينكم وبين حزب الله في لبنان؟ (أرجو التنبه للسياق التاريخي والسياسي…حينذاك) فكان رده يرحمه الله في غاية الوضوح والشفافية. فقال: “إن حزب الله في لبنان شيعة، ونحن سنة، والإسلام سنة. ولكن نتعاون معه على أساس أن عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي عدوي“. هذا الرد والتوضيح كان مفتاحاً لخير، مغلاقاً لشر… أما من خَلَطوا، ومَوَّهوا، وعَوَّموا الأمور في وقتنا فقد دفعوا الثمن غالياً، وكانوا هم أنفسهم مفاتيح لشر، مغاليق لخير…

نحن نفهم بعمق ونعي بجلاء استراتيجية واستماتة حزب الله، ممثلاً بأمينه العام السيد حسن نصر الله لإيجاد موطئ قدم لهم في فلسطين، حتى لو اقتضى الحال العمل من وراء ظهر قيادات الحركة الإسلامية المقاوِمة في فلسطين…!! ونعلم أيضاً أنهم نجحوا بالخفاء، نسبياً، في تشييع وتشجيع البعض من مثقفي ومفاتيح المقاومة داخل الأراضي المحتلة…!! ونعلم أيضاً أن هناك مَن تورّطوا بالتشيع من أعضاء مجلس شورى حركة الجهاد الإسلامي إبان فترة أمانة سر المفكر المجاهد د./ إبراهيم الشقاقي؛ مما اضطره، اضطراراً، لفصلهم من الحركة… والعجيب أن هؤلاء المتشيّعين قد سُلّحوا وزُوّدوا بكل الإمكانات والوسائل الاستراتيجية، من مراكز بحثية وأموال… الخ، الخادمةِ لتبشيرهم! أو تبليغهم! أو تشييعهم!

وفي هذا المقام أسجِّل إعجابي وتقديري، مع عدم موافقتي، لصراحة ووضوح المجاهد السيد حسن نصر الله عندما كان ينادي ويحرّض رجال المقاومة في حزب الله، من مخبئه إبان مواجهتهم للعدو الصهيوني، بـ “يا أبناء محمد! يا أبناء علي! يا أبناء الحسن والحسين…!” وكان هذا في أول نداءٍ له بثته كثيرٌ من القنوات ومنها قناة الجزيرة. والبعض منا ما زال يرزح تحت نير الخجل والتمويه والتعويم والمجاملة… لا بل التقية!!! والبعض منا لا يرى بأساً في رفع صور إمام الشيعة آية الله/ الخميني في مسيراته ومظاهراته!!!

  • رابعاً: حقيقةٌ واقعةٌ حصلت معي قبل عقدٍ من الزمان ونصف (ويشهد لها السادة أعضاء الوفد؛ ممن حضروا الواقعة، وهم ما زالوا أحياء). إبان دراستي الجامعية في الهند، دُعينا لاجتماعٍ مع سعادة سفير دولة إيران في الهند (وهو دكتور في الهندسة الميكانيكية، وسفيرٌ سابقٌ للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فرنسا) وكان بمعيته آية من آيات الشيعة (وهو إيرانيّ يتحدث اللغة العربية باللهجة اللبنانية) ومجموعة من الدكاترة الإيرانيين. أما من طرفنا نحن فقد كنا وفداً يمثل اتحاد الطلبة المسلمين (MSU) وكنتُ مرشّحاً من بين الوفد للحديث وإدارة الحوار. خلاصة مراد الوفد الإيراني كانت عرض المساعدة والتعاون على أساس الوحدة بيننا كمسلمين…!! وبعد شكري لسعادة السفير والوفد المرافق؛ وضّحت موقف اتحاد الطلبة المسلمين (وهو اتحادٌ جُلّ أعضائه من أبناء بيت المقدس وأكنافه) بأن الوحدة بناءٌ طيب ومنشودٌ من الجميع؛ ولكن هذا البناء لا بد له من أساس، وأن أساسه عندنا الكتاب والسنة الثابتة؛ لا طائفية ولا حزبية ولا حتى مذهبية، وضربت له مثلاً؛ بأن ما يقوم به إخواننا الشيعة! من لطم وتحزن في عاشوراء بدعةٌ وتشويهٌ وسوءُ سمعة للمسلمين ووحدتهم (وكانت مناسبة عاشوراء قد انتهت قبل لقائنا بيومين فقط) فما كان من الآية (مرافق سعادة السفير) إلا أن تدخل منفعلاً؛ بالقول: ولكنكم أنتم السنة تكرهون الحسين! والدليل على ذلك أنكم تحتفلون في هذه المناسبة. قلت له موضحاً: نحن نؤمن بالكتاب والسنة الثابتة، نعم، وفي السنة الثابتة أن الحسن والحسين رضي الله عنهما هما سيدا شباب أهل الجنة، وأما ما يقوم به جَهَلةُ من يُصنّفون كـ”سنة”! من احتفالٍ في هذه المناسبة (والحقيقة أن قطاعاً ممن يصنفون كسنة في تلك البلاد يحتفلون كل عامٍ في عاشوراء بالتكحل، والتزين، وضرب الطبول، وأكل الحلوى… الخ) فهو بدعةٌ ضلالةٌ مبنيةٌ على حديثٍ موضوع؛ نضعه، وما بُنِي عليه من انحراف، تحت أقدامنا، فهل عندك الشجاعة يا فضيلة الشيخ أن تقول مثل ذلك عن بدعتكم وضلالتكم؟ فبُهِت وسكت!! وهنا تدخل سعادة السفير مُجامِلاً ومُنهِياً الحوار بدبلوماسية لَبِقة… وظهر لنا بعد ذلك أنهم أوصدوا أبواب الحوار والتعاون معنا بشكل كامل… والحقيقة أنهم هم مَن طرق بابَنا! وليس العكس. الشواهد من هذه الحقيقة الواقعة هي:
    • أن الأساس الذي يتكئ عليه إخواننا الشيعة في تحركهم وتبشيرهم بمذهبهم هو غياب الحقيقة النقلية أو العقلية عندنا، نحن (أقصد السواد الأعظم من المسلمين)، وما أوتوه، هم، من إمكانيات وموارد يستعملونها في نصرة مذهبهم.
    • أنهم يدركون الأهمية الاستراتيجية لوجود موطئ قدمٍ لهم في بيت المقدس وأكنافه، وبالتالي عندما قصدونا (كأنصار ومحبين للحركة الإسلامية المقاوِمة المجاهدة في بيت المقدس وأكنافه) وعرضوا علينا التعاون وتقديم “شيك مفتوح!” لم يكن هذا لسواد عيوننا؛ وإنما رغبة بترتيب الأمور من منظارهم العقدي والاستراتيجي. وفي اللحظة التي اقتنعوا فيها أن لا جدوى منا أوصدوا أبواب التعاون والعروض السخية!!
    • أن مقاربات وتقرّبات إخواننا الشيعة لسواد الأمة محورها دائماً هي عموميات الإسلام الوَحدوية والاستراتيجية (التي هم أبصرُ… وأقدرُ… على تعبئة فراغاتها منا!!)، مقرونة بالإغراءات المالية أو الاعتبارية. وليست حلولاً جذرية، ونقاشات صريحة وشفافة، لتشخيص الداء ومعرفة الدواء ومنطلقات الإصلاح.
  • خامساً: الحقيقة النفسية المعلومة من علم النفس بالضرورة والتي مؤداها: أننا إن وقعنا (نحن سواد الأمة) في فخ شياطين الجن والإنس؛ بالتعامل والتعاطي مع ظاهرة الشيعة والتشيّع على أساس “طريقة تفكير {نحن وهم}” (“Us vs. Them” Attitude) نكون قد جَنَيْنا على الأمة والحقيقة على حدّ سواء. ونكون قد خسرنا في مجاهدتنا للبدعة والضلالة والانحراف في الجولة الأولى. الحقيقة التي يجب أن نستمسك ونتواصى بها أن أمة الإسلام هي أمة الكتاب والسنة الثابتة، وما عدا ذلك هو الانحراف، والبدعة، والضلالة. هذه حقيقة، للأسف، يغفل عنها كثيرٌ من الدعاة والمصلحين في تعاطيهم مع ظاهرة الشيعة والتشيع… باسم الموضوعية والحيادية والتَّسامي… الخ!! فتجدهم لا أرضاً قطعوا، ولا ظهراً أبقوا… وهذا الخطأ الاستراتيجي إنما هو من تكتيكات شياطين الجن والإنس في التعامل مع تبشير الشيعة، أو تبليغهم، أو تضليلهم… إلى آخره مما لا نُشاحِح به اصطلاحاً!! وإنما نُشاحِح، ونجاهد به؛ مضموناً، وممارسةً، وسلوكاً…

طبعاً مدلول ومنطوق الحديث الثابت: “افترقت اليهود… كلها في النار إلا واحدة” قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: “من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي” وفي بعض الروايات: “هي الجماعة6 مدلوله ومنطوقه واضح ولا لبس فيه ولا رجرجة؛ أن هناك محوراً، وجماعةً، وطريقاً، وحقاً واحداً لا يتعدّد، ولا يُعتَد بغيره.

الحياة كلها في حقيقتها عبارةٌ عن دوائر متراكزة متلاحمة؛ نظامها الإسلام، والإسلام جوهره الإيمان، والإيمان محوره وحبله التوحيد لله رب العالمين، قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا… آل عمران-الآية 103.

  • سادساً: الحقيقة الشرعية الاستراتيجية التي تُفهم من قول رسول الله ﷺ: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون ملكاً عاضاً (أي وراثياً)، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون ملكاً جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة. ثم سكت…7 تجعلنا نتساءل: ما هو المطلوب منا وما هو الواجب علينا نحن المسلمين أفراداً ومجاميعاً أن نعتقد ونفعل عند قراءتنا لهذا الحديث الثابت الصريح؟ هذا الدليل الشرعي الذي يُجمل سياقَ ماضي وحاضر ومستقبل أمة الإسلام والمسلمين:
    • أليس من الواجب أن يُشكل مع غيره من الأدلة النقلية والعقلية والفطرية جزءاً متمّماً ومكمّلاً لمنهجيةٍ واستراتيجيةٍ شاملة كاملةٍ تامةٍ…؟؟!!
    • أليس في هذا الحديث تعريفاً ووصفاً لدورة حياة (Life Cycle) أمة الإسلام ضمن سياق الإنسانية جمعاء، ووصفاً أيضاً للأطوار (Phases) الخمس التي عاشتها، وتعيشها، وستعيشها الأمة المسلمة. وفي أيّ طورٍ من هذه الأطوار نحن الآن في هذا العصر؟!
    • ألا يُشير هذا الحديث صراحةً إلى أن مواصفات الطور الخامس (النهائي) يجب أن تُحكَم بما أُحكِمَت به مواصفات الطور الأول والثاني (الخلافة الراشدة) من دورة الحياة نفسها. ومنها إرجاع الأحكام إلى مربّعها وحدّها الأول، من الكتاب والسنة الثابتة؛ الذي بدأت منه؟!
    • بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرناً من دورة الحياة المذكورة؛ ألا يمكننا بكل ثقة أن نتنبأ ونتوقع (بما هو أقرب لليقين) بما ستكون عليه الأمور المستقبلية القريبة والبعيدة في ضوء هذه العينة (Pattern) الكبيرة من دورة الحياة المذكورة؟!
    • ما مضى من أطوار في دورة الحياة المذكورة ألا يُثبت ويُثَبّت فهمَنا له أكثر من أيّ وقتٍ مضى من تاريخ الأمة، وبالتالي يساعدنا ويرشدنا هذا على تعريف وتحديد وتوصيف السياق القائم ضمن السياق الماضي والمستقبلي؟!

ومما يؤكد ويقوي هذا الفهم أن أحد روايات هذا الحديث تضمنت واقعة وسياقاً تاريخياً مهماً يؤكد ضرورة أن نأخذ الأمر مأخذ التطبيق الحي؛ المبني على الفهم الدقيق (عن النعمان بن بشير قال: كنا قعوداً في المسجد وكان بشير رجلاً يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد! من يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة: فقال حذيفة: قال قال رسول الله ﷺ: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم… الحديث” ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز؛ وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتب إليه بهذا الحديث أذكر إياه، فقلت إني لأرجو أن تكون أمير المؤمنين، يعني عمر، بعد الملك العاض والجبرية. فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه8).

الشاهد العام من هذه الحقيقة الشرعية الاستراتيجية هو التأكيد والاستمساك بمنهجية الرجوع، والتحاكم، وإعادة هندسة قوالب التاريخ الإسلامي، والانبثاق والتوسع في الدوائر… إلى الكتاب والسنة الثابتة. نعم! قد يظهر الأمر بطيئاً أو مستحيلاً للوهلة الأولى… ولكنه ممكنٌ وأكيدٌ. وبالتالي لا مكان للبدع والضلالات والانحرافات (وأهلها) ضمن سياق دورة حياة الأمة المستقبلي، بنص الحديث الحسن الثبوت الصريح الدلالة “… ثم تكون خلافةٌ على منهاجِ نبوة“.

  • سابعاً: كحقيقة فسيولوجية فطرية ينبغي أن يفيد منها جسد الأمة (سنة! وشيعة!): أن الجراثيم والفيروسات الخفية المسبّبة للأمراض الفسيولوجية لم ولن تنقرض، وبالتالي فإن المُعوّل عليه، بحسب علماء الصحة، هو أولاً: تقوية مناعة الجسم؛ ولهذا وُجدت اللقاحات والأمصال (Vaccines) وأثرها في بناء وتقوية جهاز المناعة. والثاني: ديمومة محاربة الأسباب الجذرية الموجِدة والناشرة لهذه الجراثيم والفيروسات… الشاهد من هذه الحقيقة الفسيولوجية الفطرية هو: أن موقفنا مما هو واقع من بدع وضلالات، والقائمين عليها من مبتدعين ضالين، هو بالأمرين المذكورين في هذه الحقيقة.

وأمة الإسلام، بطبيعة التاريخ والحال، أبتليت بالبدعة والضلالة منذ بواكير نشأتها؛ منذ اعتراض ‏عبدالله ابن مسعود t (فيما حكاه ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر ‏عبدالله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً، ‏وهللوا عشراً، فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد ﷺ أو أضل؟ بل هذه بدعة (يعني أضل). وذُكر له أن ناساً بالكوفة ‏يسبحون بالحصى في المسجد، فأتاهم وقد كوّم كل رجل منهم بين يديه ‏كوماً من حصى ‏‎-‎‏ قال ‏‎-‎‏ فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من ‏المسجد، ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلماً، وقد فضلتم أصحاب محمد ﷺ علماً؟!).

وهذا البلاء البِدعيّ الانحرافيّ في جسم الأمة لم ولن ينتهي ما دامت السموات والأرض… ولكن المُعوّل عليه ما ذُكر أعلاه.

  • ثامناً: الحقيقة الشرعية الواردة في قوله تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر-الآية 9. إن من مقتضيات حفظ الذكر (القرآن الكريم) ومستلزماته حفظ السنة الثابتة الشارحة والمفصلة له… حيث كان التأكيد من مُنزل الكتاب على الأخذ بالسنة (الثابتة السند والمتن طبعاً) جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم فيما يقارب الأربعين موضعاً وسياقاً في كتابه الكريم… هذه الحقيقة الشرعية فيها ضمانٌ وطمأنةٌ للمنطلِقين من منطلق الكتاب والسنة الثابتة في عقائدهم، وشرائعهم، وشؤون حياتهم كلها. لا نؤكد على هذه الحقيقة في سياق تعاطينا مع ظاهرة التشيّع وحسب؛ وإنما في التعاطي مع كل الظواهر (ومنها التمذهب والتحزب… الخ) المنحرفة عما عليه الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، التي هي “الجماعة” بنص الحديث الصحيح المشهور.
  • تاسعاً: الحقيقة النفسية الاجتماعية المفضية إلى: تفهّمنا وتعذّرنا للنزوع الفطري المستديم عند الأقليات الدينية أو الطائفية للدفاع عن كيانها ووجودها وعقائدها… الخ، ولكن ما لا يمكن أن نتفهمه أو نتعذّر فيه، وله، هو محاولة تغلغل وتفشي هذه الأقليات في جسم الأمة، وعدم وقوفها عند حجمها وحدّها… في هذه الحالة؛ من حق جسم الأمة أن يتداعى بالسهر والحمى للتعافي مما يشتكي منه! وحقائق التاريخ والشرع أخبرتنا بأن هذه الأمة، قد تمرض وتسقم، ولكنها لن تموت. وبناءً عليه فإن تداعي جسم الأمة سيكون، فطرياً، باتجاه ما يؤذيه ويوجعه أكثر!!!
  • عاشراً: الحقيقة الشرعية العلمية التي جوهرها: أن التهوين في شأن التعاطي مع ظاهرة الشيعة والتشيّع كالتهويل فيه. والمبالغة في ردة الفعل صنو المبالغة بعدمها… وكلا الأمرين شططٌ وافتئاتٌ على الحقائق النقلية، والعقلية، والفطرية. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون المائدة-الآية 8. نعم! إن المبالغة في ردة الفعل دليلُ ضعفٍ علميّ وعمليّ عند صاحبه، وبالتالي لا إقساط، ولا عدالة، ولا تقوى!! عنده؛ إن أصَرّ على موقفه. وموقِفَيْ العالمين الكبيرين من كلا الطرفين؛ سني! وشيعي! (أقصد موقف العالم السني/ عبد الله بن جبرين؛ إبان المواجهة بين حزب الله والعدو الصهيوني، وموقف العالم الشيعي/ محمد حسين فضل الله؛ في رده على رأي وموقف العلامة د./ يوسف القرضاوي مؤخراً) فيه ظلمٌ، وشططٌ، وافتئاتٌ على الحقائق. والحق؛ في هذا السياق، أن موقف العالم الكبير/ محمد حسين فضل الله هو أكثر ما فاجأَ وفجَعَ الجميع، وأنا منهم… فعندي من المسموعات الموثّقة عن هذا العالِم العَلَم ما يَشي بعكس موقفه الأخير تماماً!!!
  • حادي عشر: الحقيقة الشرعية والعقلية المُعلِمة والمُلزِمة بأن: التعرض والمواجهة لظاهرة التشيّع والتّشييع الداخلية يجب أن تحظى بأولوية عُليا من العلماء والدعاة والمصلحين؛ أولويةٌ أعلى وأَوْلى من مواجهة الغزو الصهيوني الخارجي… هذه الحقيقة لا تعني بحال أن الشيعة والمتشيعين أشد كفراً أو عداوةً من اليهود والذين أشركوا، أو أنهم خارج دائرة الإسلام… حاشا لله ولإخواننا ذلك! فما يقول بهذا إلا جاهلٌ متعصبٌ! وإنما لأن ظاهرة التشيّع والتّشييع مظَنَّةُ خلطٍ، وإرباكٍ، واستنزافٍ لجهود الأمة وتركيزها ونهضتها… وبالتالي فإن الأولوية يجب أن تُعطى لما في مواجهته وعلاجه خَيران… وللتهرب منه شَرّان… خيران: بتصحيح وتنقية عقيدة الأمة قاطبةً، وبهداية (أو صدّ!) مَن شغلُهُم الشاغل إضلال وحرف الأمة قاطبةً عن عقيدتها. وشرّان: بعكسهما.

وهذا لا نواجهه مع اليهود أو النصارى الغزاة؛ حيث أن عداوتهم ظاهرةٌ للجميع دون استثناء. وفي الحقيقة أن دور العلماء يُحتاجُ إليه أساساً وابتداءً، في الأمور التي فيها خلطٌ وإرباكٌ وتغريرٌ وجهلٌ واستجهال… وإلا لماذا إذن خَلّد التاريخ أبا بكر -رضي الله عنه- في مواجهته للردة؟ أليس لأن الأمر أربك الجميع، بمن فيهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؟! ولماذا خلّد التاريخ أحمد بن حنبل يرحمه الله؟ أليس لفتنة القرآن المُربكة في زمانه، والتي توارى ووارى فيها الجميع بمن فيهم الشافعي يرحمه الله– وهو أعلمُ وأفقهُ من تلميذه أحمد بن حنبل؟؟!! إن أمرَ الشيعة والتشيع في هذا الزمان يحتاج إلى موقفٍ حاسمٍ حازمٍ واضحٍ بيّنٍ؛ لا رجرجة فيه ولا التفافٍ ولا التفات… كما المواقف المذكورة… لا يقل عنها بحال.

وأيضاً لا يُفهم من هذه الحقيقة الشرعية والعقلية المهمة التّحديرُ والتطمينُ من خطر العدو الصهيوني الحاقد، أو خطر الصليبية الماكرة…

القضية برمّتها تخضعُ لفقهَي الأولويات والموازنات معاً؛ زماناً ومكاناً وأشخاصاً وظروفاً…

  • ثاني عشر: كحقيقة عقلية تحليلية (وهنا أستميح إخوتي وأخواتي، قارئي هذه الوثيقة، بقليلٍ من التحليل، خروجاً عن منهجيتي بقصرِ الوثيقة على الحقائق وحسب). في أتون تفجير وانفجار الدُّمَّل الذي بادر به العلامة د./ يوسف القرضاوي تكرَّرَ التأكيدُ على مطلَبَين بارزين، هما؛ أولاً: أن يكُفّ الشيعة أيديهم عن التغلغل في الواقع السني؛ تشييعاً! وثانياً: أن يكف الشيعة عن سب الصحابة –رضي الله عنهم-! هذان المطلبان تَكرّرا مراراً من قِبل العلامة د./ يوسف؛ مُمثّلاً للأمة وسوادها الأعظم.

أقول، تحليلاً، إن كان الهدف من تكرار المطلبين تحقيقهما في/على أرض الواقع، فإن هذا الهدف، بالضرورة، لا/لن يتحقق بالائتمارِ (عقد المؤتمرات) والإعلانِ والطلبِ وحسب… أما إن كان الهدف من التكرار والتأكيد هو خربطة الأوراق! وإبطال الاستراتيجيات! وحرق التكتيكات! (المرتَّبة والمؤسَّسة أصلاً على مُراد إخوتنا الشيعة؛ حكومةً وأحزاباً وأفراداً…!!) المُحقِّق للآتي:

    • الخروج من الغفلة والاستغفال، والجهل والاستجهال بما هو قائم، أصلاً، بالسر والعلن.
    • إحياء موات وشلل السواد الأعظم من الأمة باتجاه أخذ زمام المبادرة والتداعي بالسهر والحمى… المفضية عملياً إلى أولاً: تحصين الذات وتقوية المناعة بحقائق النقل والعقل والفطرة، وثانياً (كنتيجةٍ تلقائيةٍ انبثاقيةٍ لأولٍ): تحجيم وصدّ تغلغل وبَغي إخوتنا الشيعة…
    • الرهان على تحقّق الضمانة الإلهية القرآنية: “… فأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ… الرعد-الآية 17.

إن كان الهدف من التكرار والتأكيد على المطلبين المذكورين هو هذا؛ فبها ونعمت.

وأرجو من ﷻ أن تكون “وثيقة الحقائقَ… والمشروع المقترح” هذه، فيها ما قد يُعَدّ ويُعتَبر إضافةً قيّمةً ودعماً ملموساً لهذا الهدف.

وهنا للتاريخ كلمةٌ وحكمٌ أيضاً؛ بأن:

    • البدع والضلالات والانحرافات لا يغسل سوؤها وقذارتها إلا ثُلاثية: النقل الثابت، والعقل الصريح، والفطرة السليمة.
    • إن انتفاش وانتفاخ الفساد والبدعة والضلالة والانحراف، والقائمين عليها، دليلٌ على زوالهم…
  • ثالث عشر: كحقيقة عقلية. أن كل الذي حصل؛ من تفجيرٍ للدُّمّل، وتداعياتٍ متمثلة بردود الأفعال… ومن ثم الاعتذار الرسمي من الحكومة الإسلامية الإيرانية، والذي استُتبع بمؤتمر ومساجلات… الخ، كل هذا لا يتجاوز كونه تَعرُّضاً للآثار والأعراض، وليس تَعرُّضاً للأسباب الجذرية (Root Causes) المسبّبة لهذه الآثار. والنقل… والعقل… والفطرة… كل ذلك مجتمعاّ يوجِبُ التعرض للأسباب الجذرية الموجِدَة لهذه الفرقة والانفصام النّكِدَين. وأنا، في هذا السياق، أدعو كل من يقرأ هذه السطور أن يتفضل بقراءة التعليمات المكتوبة على طفاية الحريق (Fire Extinguisher) في منزله أو مكتبه أو سيارته حتى يتيقّن معي، عقلياً، أن إطفاء الحريق لا يكون بتسليط خرطوم الإطفاء على آثار ونهايات الشعلة المدمرة وإنما على أساسها وأصلها. وهنا في هذا السياق أذكر مقولة تاريخية صحيحة المبنى صريحة المعنى؛ أن “سأل الجدار الوَتَد: لم تَشُقّني؟! فأجاب الوَتد: سَلْ من يدُقّني“.
  • رابع عشر: وهنا أشير إلى حقيقة لغوية وهي: أننا من حيث ندري! أو لا ندري! نقعُ أسرى وضحايا قوالب ومصطلحات لغوية تاريخية مُستحكِمَة؛ عند تعاطينا مع الظواهر المُتوارَثة القائمة (ومنها ظاهرة مَن يُسمّون بالسنة!! ومن يُسمّون بالشيعة!!!) والحقيقة العقلية تقتضي مراجعة مصطلحاتنا ودلالاتها حتى نتحرر مما قد فُرض علينا بتقادم الزمن، وتقَوْلبنا عليه تاريخياً. وكما يُقال: “بالمثال يتضح المقال“. عند معالجة ظاهرة الاختلاط!! في الاسلام بين الرجل والمرأة وجدنا أنفسنا ندور حول مصطلحٍ دلالاته اللغوية المستحكِمَة غير دقيقة في وصف الظاهرة؛ فالاختلاط لغوياً يعني التداخل والتمازج بين شيئين (كما السكر والماء) حتى يصبحا شيئاً واحداً…!!! ولا أظن أن أحداً يريد تداخلاً وتمازجاً بين المرأة والرجل حتى يُصبحا شيئاً واحداً…!!! وبالتالي أين يقع هذا المعنى اللغوي وهذه الدلالة من مرادنا المؤسَّس على الكتاب والسنة الثابتة في معالجة الظاهرة؛ والتي يجب أن توصف لغوياً بظاهرة المشاركة في الاسلام بين المرأة والرجل؟! وشتان، طبعاً، بين الاختلاط والمشاركة لغوياً! واصطلاحياً! ودلالةً! وكذلك الحال في سياقنا القائم؛ سنة! أهل السنة! شيعة! أهل التشيّع! الخ، كلها مصطلحات يجب أن لا نقع أسرى وضحايا لها في معالجاتنا. واستطراداً لذلك، موضوع الإرهاب (Terrorism) الذي قضّ مضجع الدنيا بأسرها؛ لم يُتّفق!! حتى الآن!! على تعريفه ودلالاته عند من أسّسوهُ وسوّقوهُ وباعوهُ… فاشتراهُ الفارغون المُنبتّون من الناس؛ السائرون على غير هدىً.

المشروع المقترح:

أما وأن الخُرّاج قد انفقأ، وأن عملية القلب المفتوح قد بدأت، فإن الحاجة باتت ملحة، أكثر من أي وقت مضى، للتحرك العملي التنفيذي للتبيين، والتصحيح، وتقوية مناعة جسم الأمة ضد الضلال والابتداع والانحراف… وهذا التحرك العملي لا بد له من مشروعٍ جامعٍ مانع.

المشروع المقترح لمعالجة ظاهرة التّشييع والتشيّع في جسد الأمة الإسلامية؛ مشروعٌ استراتيجيٌ يجب (فرضاً وواجباً) البدء به دون تأجيل أو تسويف! هذا المشروع يجب أن تُعلن أهدافه للأمة؛ حتى يتسنى للجميع المشاركة به باليد (رعايةً ودعماً)، أو باللسان (إرشاداً ووعظاً)، أو بالقلب (دعاءً وولاءً).

هذا المشروع يجب أن يخضع لمنهجيةِ مهنةِ وعلمِ وفنّ إدارة المشروعات (Project Management) حتى نضمن (والله عز وجل الضامن) نجاحه؛ إجراءً ونتائجاً. وبالتالي لا بد من تعريف وتحديد أهدافه، ونطاقه (Scope)، ومدته، وتكلفته، وموارده البشرية، ومجازفاته (Risks)… الخ؛ بحسب علم ومهنة إدارة المشروعات.

فيما يلي تعريفاً وتحديداً أوّلياً للمشروع:

  • أهدافه (Project Objectives):
    • التأسيس لمنهجية راشدة عادلة في التعاطي مع ظاهرة التشيّع في الأمة منذ نشأتها.
    • إيجادُ مرجعٍ (Reference) جامعٍ مانع حول الظاهرة: نشأةً، ومرجعيات، وعلماء، ورجالات، وعقائد، وأحكام… الخ.
    • تأسيسُ دليلٍ (Guide) للأمة في طريقة التعاطي الراشد الحكيم العادل مع ظاهرة التشيّع.
  • دورة حياة المشروع (Project Lifecycle):

مهنياً وعلمياً قوامُ المشروعِ دورةُ حياةٍ تتألفُ من أطوارٍ (Phases) متفقٍ عليها، تتميّز بتسلسلها وتقديم كل طورٍ منها ما يخدم ويُطلق الطور الذي يليه. ونهاية كل طورٍ وبداية الذي يليه تكون بإشراف وموافقة لجنة إشرافٍ وقيادة (Steering Committee) مؤلفة من ممثلين لكل الجهات والأطراف المعنية.

أما الأطوار الأولية المقترحة فهي:

1. طور الجمع والاستحلاب

2. طور وضع وتوفيق المنهجية المعيارية الحاكمة

هذه المنهجية تمثل الحد الأدنى المتفق عليه بين الأمة وأبنائها الشيعة. وأن تكون هذه المنهجية المعيارية هي الطريق والطريقة في النظر والوسيلة في الغربلة والتصفية.

أما الأطوار الأولية المقترحة فهي:

3. طور الحكم والتصفية والتنقية

4. طور تأليف المرجع الحاوي للصحيح والضعيف

5. طور تأليف الدليل المعياري الموحّد

في ختام المشروع يتم إخضاع النتيجة (المرجع والدليل) لبرنامج (Program) مستمر دائم بهدف عمل مراجعة وتنقيح دوري كل نصف عقد من الزمن؛ لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الآتية:

  • البث والإعلام والتعليم.
  • ديمومة واستمرارية صيانة ما تم التوصل إليه كنتيجة (المرجع والدليل). وهذا الهدف الاستراتيجي يُخدَم بما يُشبه عند إخواننا الشيعة بجهاز “مصلحة صيانة النظام”!
  • الدفع باستمرار باتجاه إنضاج فكر الأمة (Maturation) حول هذه الظاهرة.
  • الاستدراك، والالتقاط لكل ما يستجد من إضاءات أو أفكار أو تحسينات أو أدلة نقلية! أو عقلية! حول الظاهرة.

تقنين وتوجيه جهود ومشاعر الأمة في سبيلٍ واحد على بصيرة، ونحو غاية واحدة؛ وهي الله عز وجل.

المشروع المذكور بصيغته الأولية أعلاه لا بد بأن يُستهل ويبدء به (Initiation) بوضع ميثاقٍ له، ومن ثم يُبدَئ بالتخطيط (Planning) له؛ بجمع كل التفاصيل حول نطاقه، ومدته، وكلفته، وجودته، وموارده البشرية، واتصالاته، ومجازفاته، وكذلك توريداته، وأهم في هذا كله النطاق (Scope) الذي يُبنى عليه كل ما سواه. ومن ثم التنفيذ (Execution)، والمراقبة والتحكم (Monitoring & Controlling) للمشروع وهذا يكون بموجب الخطة التي تم الخُلوص لها في التخطيط المذكور. وفي نهاية (Closure) المشروع نخلص إلى النتيجة المنشودة بالإضافة إلى وضع الدروس المستفادة.

وحتى تتضح الصورة أكثر فيما ننشد كنتيجة (والذي هو المرجع والدليل المذكورَين) من مشروعنا المقترح أُحيل القارئ الكريم إلى مرجعٍ ودليلٍ قام بتأليفه الأستاذ/ عبد الحليم أبو شقة؛ حول المرأة في الإسلام وعنونهُ بـ “تحرير المرأة في عصر الرسالة”؛ وكان، بحق، أنموذجاً منهجياً في التعاطي مع الظاهرة: أصالةً ومعاصرةً، فضلاً عما حواهُ من حقائقَ عقليةٍ، ونقليةٍ، وفطرية.

ولكن الأمر هنا مختلف (كمشروع) من نواحٍ عدة؛ أهمها:

  • الجهد هنا جماعياً وليس فردياً؛ وبالتالي المدة الزمنية لن تكون، بحال، شبيهة بالمدة الزمنية التي قُضيت في تأليف المرجع والدليل المذكور (حيث كرّس مؤلِّفهُ – رحمه الله – قرابة الربع قرن من حياته في تأليفه).
  • المشروع هنا سيأخذ مداه بالتقصّي والاستقصاء… والاجتماع والإجماع… والإعلام والتعليم… الخ؛ على عكس مؤلَّفنا المذكور؛ حيث أنه لم يُخدم بالشكل المطلوب، للآن، وذلك لأن الجهد الفردي، بالعموم، هذا حاله ومآله… بالمناسبة، مُؤلِّف الدليل والمرجع المذكور أكد على هذا القصور في مقدمته؛ لمن أراد مزيداً من التفصيل.

وَعَوداً إلى مشروعنا المقترح، أؤكد أن الأمر، في البداية، يحتاج إلى جلسة عصف ذهني (Brainstorming) للبدء به؛ بوضع ميثاقه، والاتفاق على أهدافه، وتحديد نطاقه العام، والإجماع على شخص مديره، والجهة (أو الجهات) الراعية والمُموّلة له… الخ. وبالتالي ما ذكرت أعلاه هو تعريفٌ وتحديدٌ أوّليٌ وعامٌّ لا بد له من توسيع وتعميق.

الخاتمـة:

أقول واثقاً ومطمئناً (بالله ثم بالأمة) أننا لو لم نحقق من مبادرتنا ومشروعنا هذا إلا:

  • الإعذار إلى الله ومن ثم إلى الناس…
  • تنقية تلافيف أدمغتنا، وحنايا صدورنا مما شابها، عبر قرون طويلة، من ضلالات وبدع وانحرافات وخرافات ليس عليها برهان، وما أُنزل بها من سلطان.
  • إفقاد أهل البدع والضلال منطلق تحركهم، ومادة جدلهم.
  • تقديم الخير والهداية للأمة؛ شيعةً وسنةً…
  • تسليح وتحصين سواد الأمة وجماعتهم بالأدلة النقلية الثابتة… والعقلية الصريحة… والفطرية السليمة…
  • تشريد مَن بالخلف؛ ممن يرقبون ويرصدون… من دروز، وبهائيين، وقاديانيين، وأحمديين… ومُهَلّبِيّين! (الأخيرة فرقةٌ متوقعةُ الظهور في المستقبل، وعلى الأغلب سيرأسها رجلٌ يعشق المُهلّبية الشامية!!)

لو لم نحقق من مبادرتنا ومشروعنا إلا هذا… لكفى. وإذا كان هذا الأمر برُمّته هَمٌّ! فعلاجُ الهمِّ اقتحامهُ…!!

كنت أتمنى لو أن غيري كفاني مئونة الكتابة حول الموضوع؛ حقائقاً… ومشروعاً… ولكني لم أجد إلا تفاعلات وانفعالات في جُلّها شبهُ “خالي الدسم”. ومما دفعني للكتابة في هذا الوقت بالتحديد هو الانذهال! والشعور بالانكشاف! والخذلان! لمِا تكشّف للعلامة د./ القرضاوي وقاسى منه، وهنا شعرت بالحياء من ربي ومن نفسي أن أُعدَّ واحداً من المتخاذلين السلبيين؛ بسكوتي وإيثاري السلامة!!

وهنا في هذا السياق أقول: امتداداً وقياساً على ما قيل تاريخياً: أن أبا بكر للردة… وأن أحمد للفتنة… وأن القرضاوي للبدعة… حفظ الله علماءنا، وثبّتنا على حبهم والعمل معهم على تغيير المنكر بأيدينا، وألسنتنا، وقلوبنا… إلى أن نلقاه عز وجل.

وفي الختام، ما ذكرت هو من باب النصيحة؛ التي هي الدين… فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة” قلنا: لمن؟ قال: “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم9.

والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل،،،

ملاحظة: أثناء إعدادي لهذه الوثيقة وصلتني رسالة إلكترونية من أحد الأصدقاء؛ تُظهر اعتذار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معزّزةٌ بالصور، من العلامة د./ يوسف القرضاوي. وهنا توقفت وتفكّرت! هل أمضي قدُماً بما أنا فيه، أم أكفّ يدي وأعود بغنيمة الإياب؟! فكان القرار لصالح الاستمرار؛ لأن ما حصل من “رعشةِ حُمّىً في جسم الأمة” يتجاوز شخص العلامة د./ القرضاوي (على ما لشخصه الكريم من مقامٍ سامٍ رفيع) إلى الإسلام الذي يمثله ويدافع عنه… وبالتالي فإن ما بين السطور يعنينا أكثر مما في السطور، والشفاه، وأضواء الكاميرات الأخّاذ!!

التاريخ: 25/شوال/1429 هـ

الموافق: 25/أكتوبر/2008 م

1 الراوي: عائشة – المحَدِّث: الألبانيّ – المصدر: صحيح الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم (2250). خلاصة حكم المحَدِّث: صحيح.

2. حديث صحيح. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال عنه ابن تيمية: هو حديث صحيح مشهور، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

3. حديث صحيح. الراوي: حذيفة بن اليمان. المحدث: الألباني. المصدر: السلسلة الصحيحة.

4. وفي هذا قال الشافعيّ يرحمه الله: إن كان رفضاً حُبُّ آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي.

5. حديث صحيح. رواه البخاري.

6. حديث صحيح. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال عنه ابن تيمية: هو حديث صحيح مشهور. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

7. حديث صحيح. رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. مشكاة المصابيح. الرقم: 5306.

8. الراوي: حذيفة بن اليمان. خلاصة الدرجة: صحيح. المحدث: العراقي. المصدر: محجة القرب. الصفحة أو الرقم: 175.

9. حديث صحيح. الراوي: تميم الداري المحدث: مسلم. المصدر: المسند الصحيح.