المزيد من نتائج البحث...

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Search in posts
Search in pages
portfolio

مِن وَحـي “طوفانِ الأقصَى” – مَقال (8)

نُحِبُّ أبا عُبَيدَة! لكن ما هو حَقٌّ وصَحيحٌ أَحَبُّ إِلَينا

عَزام زَقزوق

عَزام زَقزوق

مُستَشارُ ومُدرِّبُ وإستراتيجـيُّ إدارةِ مشروعات

مِمَّا هُو ثابِتٌ في رَوعِ كل مَن يَحتَرِمُ عَقلَهُ، وَإنسانِيَّتَهُ، فَضلًا عن احتِرامِهِ لإسلامِهِ… أنَّ التَّفكِيرَ العِلمِيَّ: أَلَّا نَقبَلَ دَعوى بِغَيرِ دَلِيلٍ، وَأَلَّا نَقبَلَ مِنَ الأَدِلَّةِ غَيرَ المُوَثَّقِ، وَأَلَّا نَقبَلَ نَتائِجَ دُونَ مُقَدِّماتٍ، وَأَلَّا نَقْبَلَ مِنَ المُقَدِّماتِ غَيرَ اليَقِينِيّ.

ولا شكَّ أنَّ مَكانةَ أبي عبيدة المتحدِّث الرسميّ لكتائب عزالدِّين القسام في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مكانةٌ عاليةٌ في عُقولِ وقُلوبِ الأحرارِ في العالم قاطبًا… وهذا أمرٌ مَقطوعٌ فيه، ولا يختلف عليه اثنان… فلا مكان لمزايدة في هذا المقام.

إلا أنَّ ثَمَّةَ أمران وَرَدا في حديثه البارحة وَدِدتُ ألَّا يَتَوَرَّط فيهما؛ ألا وهما:

الأول: استشهاده بِبَيتَي شعر، في قصيدة “يا عابد الحرمين…” والمنسوبة إلى العالم الجليل عبدالله بن المبارك في حق شيخه العالم الجليل الفضيل بن عياض (رحمهما الله):

يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا … لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ

مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ … فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ

إن هذه القصيدة من الناحية العلمية المنهجية غير ثابتة السند؛ لوجود مجهولين فيه… لا بل ومنكرة المتن؛ لاعتبار تسمية العبادة باللعب، وهو ما يخالف ثابت تعظيم شعائر الله…!

أما الثاني: فذِكرُهُ أَّن المسجد الأقصى المبارك يعتبر ثالث الحرمين، وهو أمر غير صحيح البَتَّة… وقد كنت بينته منذ عقدين من الزمن، وفي مقاماتٍ متعددة… إلا أن الإخوة من رجالات (حماس) يأبون إلا القول والعمل بما يعتقدون، ودون اعتبار لرأي الآخرين…!

والذي شجعنا على التأكيد على هكذا مسائل ما شاع مؤخرًا، وأسعدنا، من امتلاكهم لمركز “بحث وتطوير” (R&D) يبحث ويُطَوِّر باستمرار…

أقول: إِسلامِيًّا… حَقٌّ وَصَحِيحٌ أَنَّ الـمَسجِدَ الأَقصى، الذِي بارَكَ اللهُ (عزَّ وجَلّ) حَولَهُ، يُعَدُّ أُولى القِبلَتَينِ، وَثالِثَ المَسْجِدَين… أَمَّا أَنَّهُ ثالِثُ الحَرَمَينِ! فَهذا باطِلٌ! وَغَيرُ صَحِيحٍ البَتَّةَ!! لِأَنَّ حَرَمَيِّ الأُمَّةِ الإِسلامِيَّةِ وَحَسبٍ هُما: المَكِّيُّ؛ الذِي حَرَّمَهُ إِبْراهِيمُ (عليه السلام) وَالمَدَنِيُّ؛ الذِي حَرَّمَهُ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم).

أعلم أن هناك مَن سينفعل، ويتفاعل، مع كلامي أعلاه بانفعال ورَدّ فعل…

وأقول مُسبَّقًا لمن هذا حاله، كُلي أذُنٌ صاغية لما تحاور به على أساس من الحجة والدليل والبرهان…

أما غير ذلك فسيدفعني إلى الدعاء بقول الله عز وجل: “… رَبَّنا افْتَح بَينَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفاتِحِين(الأَعراف:89)

ختامًا؛ في مُحاوَلاتِنا الـمُستَدِيمَةِ إِبداءَ الرَّأيِ المُستَنِدِ عَلى الأَدِلَّةِ وَالبَراهِينِ وَالوَقائِعِ ما انفَكَّ كَثِيرٌ مِن مُقاوِمِي التَّغيِيرِ يَتَّهِمُونَنا بِتهمة: “سُوءِ التَّوقِيتِ”! وَسُؤالِي القائِمُ لِهؤُلاءِ! وَمُنذُ عُقُودٍ!! مَتى كانَ “حُسنُ التَّوْقِيتِ” مُؤاتِيًا عِندَكُمْ؟ أَم هُوَ التَّهَرُّبُ وَالمُناكَفَة؟!!

أكرر ما جاء في الفقرة الثانية أعلاه من بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

التاريـــخ: 4، رمضان (09)، 1445هـ

الموافق: 14، مارس (3)، 2024م