المزيد من نتائج البحث...

Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Search in posts
Search in pages
portfolio

مِن وَحـي “طوفانِ الأقصَى” – مَقال (6)

نِداءٌ للمُقاوَمَة: أَنفاقُكُم مَصدَرُ إِلهامِنا

Picture of عَزام زَقزوق

عَزام زَقزوق

مُستَشارُ ومُدرِّبُ وإستراتيجـيُّ إدارةِ مشروعات

إنَّ مِمَّا استَبانَ تِباعًا، وتَيَقَّنَ إستراتيجيًّا، أنَّ حربَنا مع العَدُوِّ الصهيونيّ، بما مرَّت، وتَمُرُّ به، من معارك، وأحدثُها “طوفان الأقصى” هي حربٌ عربيَّةٌ، إسلاميَّةٌ، إنسانِيَّةٌ، بامتِياز. 

وإنَّ مِمَّا هو معلومٌ قانونيًّا أنَّ المتاحِفَ (Museums) تُمَثِّلُ: الأماكِنَ المُخصَّصةِ لحِفظِ وتَوثيقِ وعَرضِ وصِيانةِ التُّراثِ الإنسانيِّ والطبيعيِّ، والتطوُّر العلميّ والفنيّ، ونَشرِ المعرفة والتوعِية، بين الجماهير.

ومِمَّا ثَبَّتَهُ الإسلامُ من حَقائقَ وُجُودِيَّةٍ أنَّه: “إذا ماتَ الإنسانُ انقَطَعَ عَنهُ عَمَلُهُ إلَّا مِن ثَلاثَةٍ: … وعِلمٍ يُنتَفَعُ بِه…” (مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم – مُسلِم). 

وبالتالي؛ فإنَّ ممَّا تَستَوجِبُهُ الحِكمَةُ ضَبطَ نِتاجِنا الإنسانيّ دائمًا عَلى أَساسِ مَفهومِ الاستِدامَةِ (Sustainability) وَليسَ المُؤَقَّتِيَّة (Temporariness).

بناءً على ما ذُكِر وغيره… فإنِّي مُوَجِّهٌ نِداءً مفتوحًا للمقاومَةِ الإسلاميَّةِ المُظفَّرة في فلسطين بأن يأخذوا بالاعتبار “فِكرَة” المحافظة على أنفاقهم، وما يمكنهم المحافظة عليه فيها من “نَماذِجَ أَوَّلِيَّةٍ” (Prototypes) لِنِتاجِهِم (صواريخ، ومُسَيَّرات، وقاذِفات… وإستراتيجيات، وطرائق، وتِقْنِيَّات…) وعدمَ الاستهانة بكُلِّ صغيرٍ وكبيرٍ منها، باعتِبارها “تُحَفًا” (Museum Pieces) حتى يَتَكَوَّنَ منها لاحقًا مُتحَفٌ مُتَكامِلٌ، ومَعرِضٌ يُعرَضُ فيه ما سيكون مَعينَ إلهامٍ حقيقيٍّ واقعيٍّ لن ينضُب، لمن سيُكمِلونَ مَسارَ تغييرِ ونهضةِ الأمَّةِ الإسلاميةِ؛ حالِيًّا… ولاحِقًا…

وفكرتُنا هذه، ومفهومُها، لَيسا بِدعًا من الأفكار والمفاهيم؛ فمفهومُ المتاحِفِ ونشأتها قد ابتدأ خلال القرن السابع عشر للميلاد. وما الأنفاق التي اتُّخِذَت مَتاحِفَ في فيتنام، إبَّان، وبعد، هزيمتهم للأمريكان وعملائهم عنَّا بِبَعيد؛ إلَّا باختلافٍ في: النُّضجِ نأمُلُهُ… ورَجاءٍ من اللهِ نَرجُوهُ… ومُنعَطَفٍ إستراتيجيٍّ نَقرَؤُهُ…

أَعلَمُ مُسَبَّقًا استهجانَ البعض هكذا فكرة؛ أو تَوقيتها في أُتُونِ معركة “طوفان الأقصى” الحامِية الوَطيس! لكن لا مَناص لمن يؤمن بالله واليوم الآخِر من التفكير بشكلٍ كامِلِيٍّ/لُحمِيٍّ (Holistic) في كل الظروف، مهما كانت قاسية، ومُؤلمة…!

فنحن أُمَّةٌ وَجَّهَها رَبُّها وعَبَّدَها عِلمِيًّا وعَمَلِيًّا بِقَولهِ عزّ وجلّ: “… فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين…(التَّوبَة:122) وما ثَبُتَ من بُشرى رسوله (صلى الله عليه وسلَّم) لفتح مدائن: كسرى، وقيصر، والحبشة، إبّان إعدادهم لغزوة الخندق/الأحزاب لدليل على ضرورة التفكير والتفكر الكامِلِيّ/اللُّحْمِيّ المذكور.

الفكرةُ أعلاه دافِعُها عِلمُ اليَقين، بأنَّ هذه المعركة ستنجلي، مع هذا العدو الصهيوني الاستئصاليّ، كما انجَلَت سابقاتُها، على انتِصارٍ نسبيٍّ تَطَوُّرِيٍّ (Phasing) للمقاومة الإسلامية الإنسانية، إن شاء الله.

فمِمَّا وثَّقَهُ التاريخُ أنَّ ابنَ تَيميَّة كان يَحلفُ للأُمراءِ والنَّاس: إنَّكُم في هذه الكَرَّةِ (أي في حَربِ التَّتار) مَنصورونَ فَيقولُ لهُ الأُمَراءُ: قُل إن شاءَ اللهُ فَيَقُولُ: إن شاءَ اللهُ تَحقِيقًا… لا تَعلِيقًا!

وعليه؛ فإنَّ قيمة ما سِيتِمُّ المحافَظَةُ عليه ستزدادُ مع الأيام… وبالذات فيما يُلهِمُ الأجيالَ القادمة في الحرب بين الحَقِّ والباطِلِ المُستَدِيمَة.

اللهُمَّ! أعِنَّا على التفكير مع مُقاوَمَتِنا “خارج الإطار/الصندوق” (Out-of-the-box) بمُوجب، ومن منطلق: النقلِ الصحيح، والعقلِ الصريح، والفطرةِ السليمة. وبآليَّةٍ أساليبُها: الأصالة، والمعاصرة، والإبداع!

التاريـــخ: 17، جُمادي الأولى (04)، 1445هـ

الموافق: 1، ديسمبر (12)، 2023م